بعد عدّة ايام يبدأ الاحتفال برأس السنة الصينية. وهي سنة قمرية لهذا يختلف توقيتها بين عام وآخر. وبمناسبة العيد تستعيد الخرافات نشاطها. وتستعيد الرموز حيويتها. جزء من الرموز الصينية التي يكثر حضورها مع فاتحة العام، ذات خلفية لغوية. اللغة قابعة في الكواليس. تحرك بأصابعها الماهرة ما تراه عينك في المسرح. ذهب رولان بارت الى اليابان ، واكتشف انها امبراطورية العلامات اي امبراطورية الرموز، كان يتجوّل في عالم من العلامات. واليابان بثقافتها هي ثقافة صينية مع تعديلات يفرضها التغير الجغرافي. قصدت ان اقول ان الصين ايضا امبراطورية العلامات، فالمرء قد يفجأ مثلا من وجود رموز بصلية . علما ان في بلادنا تعبيرا شائعا يربط البصل بالنسيان، ليس نسيان اي شيء وانما نسيان المقاطع المؤلمة. فنقول: " كول بصل وانسىى للي حصل". نلحظ في المثل لعبة لغوية من طريق السجعة. الجناس في بلادنا نتخيلة ائما على شكل مكتوب، ولكن الجناس في الصين ليس جناسا مكتوبا. وانما جناس صوتي. فبين رمزين تشتدّ بينهما أواصر الجناس لا ترى اي رابط شكلي بينهما، الرابط الفعلي بين شفتيك وانت تتلفظ بالرمز. بسبب ان الكتابة الصينية لا تنقل الدال وانما تنقل او تكتب المدلول. البصل يكتب 葱 والذكاء يكتب 聪 وانت ان دققت بين الرمزين لا ترة ذرّة جناس. ولكن كلاهما يلفظ cong وهكذا بسبب صلة الرحم الصوتية اقبل الناس على البصل كرمز من رموز الذكاء ، وكغذاء ينمي الذكاء. من غيّر مصير البصل في حياة الصيني؟ ليست مقوماته الغذائية هي التي رفعت من شأنه وإنما مقوماته اللغوية. #بلال_عبد_الهادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق