الأربعاء، 1 مايو 2019

- الدنيا حبّة حمّص!

- الدنيا حبّة حمّص!

- شو هالحكي!! ( كان يمكن إلحاق العبارة بمئات علامات التعجّب، أحبّ رؤية العيون وهي تمارس طقوس التعجّب، وملامح الوجه وهي ترافق حركة العين والجفن والحاجب) 
- أي حكي؟
_حكيك.
- انظر إلى تجاعيد باطن كفّك وقارن بينها وبين تجاعير حبّة الحمّص اليابسة، ثمّ دع التجاعيد والكرمشة واذهب إلى شيء آخر، إذهب إلى عالم الألوان.
- الألوان؟
- نعم ، الألوان.
- وما دخل الألوان؟ ما تكون بدّك تعطيني درس بالألوان، وأنا ماني دريان- 
- وهل تخرج الألوان من الأشياء؟ ما لا لون له لا وجود له. اللون كالاسم، ما لا اسم له لا يزال في باطن الغيب، اللون دايل وجود ولو كان وجودا جامدا أو ميتا.
- شبك عم تتفلسف عليي من ع بكرة الصبح؟
- أنت أخذتني إلى حيث لا أريد أن أذهب.-أنا أخذتك أم أنت الذي تريد أن تأخذني إلى حيث لا أدري.
-قارن بين لون بشرتك يدك ولون بشرة حبّة الحمّص. 
- افترضني أسود، لقطتك. هل تصحّ ساعتئذ المقارنة؟
-تظلّ صحيحة.
حبّة الحمص ، فعلا، تشبه قليلا لون بشرك يدي، ولكن ماذا تقول عن البشرة السوداء؟
- ومن قال لك إن بشرة لون الحمص فقط مثل لون بشرة يدك.
-طيّب، والأسود؟ هات لنشوف.
_هناك حمَص زنجيّ، لا فارق بين لون بشرته ولون بشرة الزنجيّ.
- شو هالحكي؟ 
_متل ما عم قلّك.
- العمى، حاجتك بقى.
- بتكون أنت صابغها.
- لا والله، خلقت سوداء . ثمّ سحبت له صورة من الأنترنت عن الحمّص الأسود، فاستغرب.
ثمّ قلت له، عبارتي ( الدنيا حبّة حمّص) هي تبسيط شديد لعبارة قرأتها في كتاب للناقد الفرنسيّ الكبير في فاتحة كتابه S/Z
ولكنها لم تكن حبّة حمّص وإنّما حبّة فول.
راح يقرأ القصة القصيرة سارازين لبلزاك ، ويقلّبها على امتداد أكثر من مائتي صفحة من وحي نصّ هندي حيث ورد في النصّ الهندي أن الزاهد الهندي كان يتأمّل حبّة فول فانفتحت حبّة الفول أمامه وأرته العالم.
صارت حبّة الفول كرة كريستال بين عيني عرّاف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق