الاثنين، 6 مايو 2019

مقتطفات من بحث عن الشرق والغرب



... كان الغرب ساحرا، وظل ساحرا لفترة مديدة من الزمان. من أوائل النهضة العربية والشرقي يحلم بالغرب، يسحره الغرب، يفتنه الغرب. حتى الشرق الذي أبهرنا وهنا أحكي عن اليابان كان انبهارنا به انبهارا سطحيّا، انبهار لا يستحق أن نكرّس له ما يليق به من درس وجهد، نفينا انبهارنا باليابان عبر اعتبارها بلدا بعديد، منفصلا عنّا، وعن مشاغلنا، فسميناه " كوكب اليابان" وكثيرا ما استوقفتني هذه العبارة الكوكبية، وكأن اليابان تنتمي الى الفضاء ، ولسنا من رواد الفضاء! كم عدد من تخصص في دراسة اليابان او ذهب الى اليابان لمتابعة دراسته، ما هو عدد من دفعهم الفضول الى تعلم لغة اليابان؟ حتّى في علاقتنا مع اليابان نحن عالة على الغرب، نرى اليابان بعيون الغرب، ولكن لم نسر على خطى الغرب في التعرّف على ثمرات الكوكب الياباني العلمية الباهرة.
كنّا نمشي وفق ايقاع التاريخ الهجري، صرنا نمشي وفق ايقاع التاريخ الميلادي أو قل الغربيّ. ولم ينج إلا شهر رمضان من الأسماء العربية الصميم من سلطان الغرب بسبب ارتباطه بشعيرة دينيّة. يلفت نظري تبنّي بعض الدول العربية لأسماء الشهور الغربية سواء أكانت من مصدر فرنكوفوني ( المغرب العربي) أم من مصدر أنجلوسكسونيّ( مصر).
فلت الزمن من أيدينا!
كما فلتت ومن زمن بعيد أسماء النقد العربي من أيدينا: درهم، دينار، فلس، فرنك، ليرة، جنيه، دولار، يورو، يوان، ين.... الأسماء أقدار ومصائر. لم أجد اسما عربيّ النجار للعملة العربيّة. وكأنّنا نعيش عالة على مسميات الآخرين. شيء يحزّ في النفس...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق