الأحد، 16 يونيو 2013

قالوا في طلال منجد

طلال منجد طائر الصحافة
لوحة بريشة الفنان نديم فتفت
تنشر «التمدن» في هذه الصفحة بعضاً من الشهادات بالزميل الراحل طلال المنجد والتي كتبها محبوه: في الصحف، أو في مدوناتهم الشخصية على الإنترنيت، أو على صفحات التواصل الاجتماعي.
(الرجاء مراجعة الـ PDF الصفحة 16)


سنحزن عليك حتى النحيب
 
 

لا اصدق يا طلال .. لا اصدق . اتصلت بك قبل يومين ولم تجب... طلال المنجّد.. لا اصدق لا اصدق .يا صديقنا الجميل، مَنْ سيحب طرابلس مثلك؟ مَنْ سيهديها كل جوارحه مثلك؟ ستحزن عليك طرابلس حت العظم، حتى النحيب، يا طلال. الصديق الشريف النبيل .. لا اصدق.
كان دائم الفرح، يعرف طرابلس بتفاصيل تفاصيلها، يوم كتب عن فوزي القاوقجي والمقتلة في المدينة، آنذاك،كان يعتبر ان تاريخ المدينة يحتاج كشف الغطاء عن أسرارها، لم يفقد يوما حسّ الباحث الاجتماعي الملمّ بتطور النظرية وربطها بالوقائع المعيوشة، يعرف المدينة القديمة والجديدة سواء بسواء، عندما كنا ننظّم دورات التدريب للمرشدين السياحيين باشراف دكتور خالد تدمري، لتعريف الشباب على الثروة الاثرية في طرابلس، كان لا يستطيع اخفاء عشقه لها، لجدرانها وأقبيتها ومدارسها، هي مدينة النهر. كم تمنى ان نستطيع يوماً اقامة مسرح حكواتي في مقهى فهيم، ليجلس كراوٍ، ويروي تاريخ طرابلس، التقينا مرات عدة لاجل ذلك مع الاستاذ نزيه قمرالدين، ولكن، كنا في كل مرة نتراجع عن التنفيذ، والمدينة تتراجع وتتراجع. لم يتأخر عن المشي في شوارع المدينة التي أحبها الاّ في فترات المرض، ولم يفصح يوما، عن اي شيء. لم تنصفه طرابلس، اليوم انت في ذمة الله، عانيت القهر صامتا، وفي آخر مشروع اشتغلناه حول باب التبانة وجبل محسن مع الدكتور يوسف كفروني ومجموعة العشرة، من جامعيين سنّة وعلويين، أصدرنا العمل في نشرات، كان طلال محور النقاش، والتحليل، ولم تزل حتى اليوم يا طلال نشرة «بلديات» وحيدة لا شبيه لها، تحمل بصماتك ورؤاك وحِرفيتك. لن ننساك يا طلال.

                                                            وفاء شعراني

خسرناك حتماً

صديقتي د. وفاء (شعراني) حزنت كثيراّ على الفقيد العزيز الذي كان يسر لك وللعميد هموم المدينة المتروكة، كما أذكر تماماً أنك كنت تطرحين معه شتى المواضيع الإجتماعية لنجدة هذه المدينة من العزلة والتنابذ الطائفي، و لا أنسى الطاولة المستديرة التي جمعت طلاب الجامعة من كل الأطياف من أجل تعزيز التواصل الفكري بينهم وكم كانت مثمرة هذه اللقاءات ... نم قرير العين يا طلال. أما طرابلس فقد خسرتك حتماّ.

                                                            غزوى نابلسي

هدوؤه القاتل

يصعب على أحد أن يتعلق به، كما يصعب أن يكرهه أحد. يبتعد عن الجميع دون انقطاع. وينغمس في قضايا الناس دون ملل. هدوؤه قاتل، وقلمه أيضاً. لا يهادن، لا يساوم ولا يستسلم.. الا للورقة. كل ما عدا الورقة، خصومة. يبتسم بصعوبة. ويغرق في زاوية المقهى: طاولة.. وسيجارة لا تنطفئ، وبضع كلمات تكفي لتسلّم له أنه «صحافي متمرّس».
طلال منجد، لم أعرف كيف أقاربه حيّاً يرزق، فأيّ مقاربة، بعد رحيله، تليق بالزميل الحيادي كالبلور. بالكاتب الذي يجترح المفردات كالسكاكين، برفيق المقهى الذي يناديك بلا صوت. ويطرح اسئلته بلا جواب.. ويغيب عن الحضور اليومي ، دون استئذان، ودون عذر شرعي، ودون أثر.
طلال منجد حكاية مغلقة. يطول ويطول فك رموز طلاسمها!

                                                            جوزاف وهبي

فضله لا أنكره

يشهد الله اني كنت اتمتع بكل كلمة كتبها قلمه ارتبطت كلماتي الاولى باسمه. وله عليها فضل لا انكره. رحيل طلال منجد هو رحيل شخص أحبَّ الكلمة وبادلته حباً بحب، ففتحت له صدرها وقالت بحنان جامح: اغرف ما طاب لك الغرف. حزنت على رحيله. رحيل مباغت وصادم. كنت قد ذكرته وشكرته في مقدمة كتابي. رحل قبل أن أقدِّم له كتابةً الكلمة التي كنت أريد أن أخصّه بها. تحزن على أناس لم تمنحهم الحياة فرصة اعطاء ما في صدرهم من احلام عملية، وافكار براغماتية. ليت طرابلس سمعت كلمتك يا طلال منجّد! لا يمكن لمن يعرفك الا ان يحمد سيرتك الصحافية اللامعة. رحمك الله، وحفظ لنا كلماتك المنثورة في صفحات المجلات والجرائد وبعض الكتب من ألاعيب الضياع، ولنا في ما كتبت بقية من رائحتك الزكيّة والذكيّة التي لا تنتهي. دمعة من القلب والعين على روحك التي أحببت.

                                                          بلال عبدالهادي

طلال ونهر المدينة!

لماذا كلّ هذا الموت، يا طلال؟ هل سنحتاج بعد اليوم ،كما كنا عندما نجلس سويا، إلى البحث في شؤون المؤامرة ؟!
صراخ لا ينفع، حماس في غير محله، طبول تخفي خلفها الأنين، وكرامة الإنسان غدت بين نعال الهاربين. ما نفع «الدارس»،في استنطاقه العلم، ما دام العلماء يمشون داخل حفرة سحيقة من اللامبالاة!
طلال، تحقيقاتك الاجتماعية، رأيك ومسعاك الدائم للتحليل، وكتاباتك، اتسمت كلها باستخدامها لمبضع «جرّاح» وكأني بك تحاور القضايا وتناور راغباً في استئصال مثالبها.
في زمن تكاثرت فيه الأنواء و«الزحفطانيون» الدخلاء على مهنة المتاعب، كنت، تأتي من العلم، ومسعاه للمزاوجة بين النظري والنزول إلى الحقل.لعل من أكثر ما أنجزت القاً وتميّزاً هو عملك على توسيع وتطوير ما أسسه شقيقك «صفّوح» من ملحق يعنى بالشمال في صحيفة بيروتية مركزية هي اللواء. وبالطبع إلى جانب هذا الملحق، كانت لك أكثر من رئاسة لتحرير عدة مطبوعات. أما لمعان الأفكار التي لا تنتهي من مخزون بلا قعر، فأتذكر منها كيف جمعت شباب من طرابلس - التبانة/البعل وشاركتهم في طرح المشكلة من منظور مختلف ومخالف لمستثمري تأبيد «الصراع»! وذلك بمعية العميد شعراني والدكتورة وفاء.أجزم أن لك مع كلّ متابعيك الكثير من المودة والاعتراف بأن بصمتك لن تشبهها أي المساهمات الأخرى من صحافيي المدينة. يكفيك «مجتمع النهر» و«ساحة التل»* ليفرد لك المكان كل قلبه ليسعك.
* دراستان للراحل نال عنهما الإجازة و الجدارة
في العلوم الاجتماعية من الجامعة اللبنانية

                                                            جان رطل

رحل «بعض» طرابلس

سيبقى طلال منجد مؤسس ورئيس تحرير أول مجلة طرابلسية تنافس البيروتيات... وستبقى تجربة «نداء الشمال» واحدة من أكثر التجارب المضيئة في هذه المدينة التي لم تعرف قيمته ولن تعرف!! وحين يقال انه رجل إحراق المراكب فإن في ذلك نصف الحقيقة، ونصفها الآخر يستقيم اذا عقبنا بأن الاخلاص للحياة يقتضي الايمان بأن لكل يوم جديد مراكبه في مواقيت السفر أو... القدر!
كان طلال منجد القلم الصعب في الزمن السهل! هو «الأستاذ» القريب الى الروح، وصاحب القلم الضالع في متع الكتابة الواصلة الى قارئها عبر العقل والوجدان ونابضات أُخَر. هو «الاستاذ» الشغوف بامتياز والمهني من طراز رفيع. هو رجل من قهوة وتبغ وعقل متحفز لخوض حوارات مفتوحة لا تحيد عن الدقة والكياسة، وكأنما مقالات تسكب على الورق الذي يجلّي فيه ويمشي ملكاً. هو، قبل كل ذلك، ابن الصعوبة المتأتية، ليس فقط من تعدد المواهب،
وانما ايضاً من الاتقان المتحقق في كل هذه المواهب. هو «واحد» في كل أمر وفي كل شأن... رجل يسهل عليك أن «تحبه»، سواء الى حين او الى آخر العمر! مع طلال منجد يرحل «بعض» طرابلس، فهل... رحل الكل؟!

                                                              طلال شتوي

وحيداً

رحمك الله يا ابن عمي، عشت وحيداً ورحلت وحيداً، أبدلك الله تعالى داراً خيراً من هذه الدار، وعوضك عن هذه الفانية بالأنس في قربه تعالى.

                                                    جمال الزعيم منجد
 

رسالته القيّمة
 

تكريماً لما قدّمه لطرابلس يجب أن نعثر على رسالة ماجستيره القيّمة التي وضعها الاستاذ طلال منجد عن تطوّر عمران ساحة التل مطلع القرن العشرين ونسعى إلى نشرها وكان رحمه الله دائماً يأمل ذلك.

                                                               خالد تدمري

صديق الجلسات الثقافية

وداعا ياصديق الجلسات الثقافيه .. سنظل معك في ذكريات جميلة بها عبق الفن والوان اليقظه .. شكرا لك استاذ طلال المنجد .

                                                                  نديم فتفت

رثاء صديق

اغص بدمعي على صديق جلسة البارحه عندما كنا نتسامر ونناقش ونحلل ونستمد منه تاريخ طرابلس بأدق حذافيره .كان يتمتع بإحساس مرهف وقلم مبدع، وطبع ناري عميق، ملم بالاصول ومتابع لاخبار البلد مع الكثير من الالم لما يصيب هذه المدينه. كان صاحب نكته خجولاً ومتكتماً، ولكن، كان صاحب قلم، محباً يقدر الخير ومسالم. سأفتقدك، واطلب من الله ان يسكنك جناته، حيث هناك لا مرض ولا اوجاع ولا جوع ولا قهر ولا أسى.

                                                                 دانيال قرق

الناسك في صومعة المهنة

بهدوئه المعتاد طوى الزميل طلال منجد صفحة حياته ورحل، تاركاً وراءه مدرسة في الصحافة لا تفتح أبوابها إلا للمتميزين. خسرت الصحافة اللبنانية عموماً والشمالية بشكل خاص مشاكساً من العيار الثقيل في مهنة البحث عن المتاعب، وباحثاً من الطراز الرفيع في التاريخ السياسي للبنان وعاصمته الثانية طرابلس.لم يكن طلال منجد صحافياً عادياً، بل كان قناصاً يعمل دائماً على التميز والسبق الصحافي، عاش ناسكاً في صومعة المهنة، وأعطاها كل ما لديه من جهد، لم يهادن ولم يداهن ولم يساوم، دفع ثمن جرأته من الصرف التعسفي إلى الدعاوى القضائية الى السجن.
اختار أخيراً الاستغناء عن «الوظيفة»، ليكون طائراً في فضاء الإعلام حراً طليقاً يغط في مقالة هنا، ويحلق في تحقيق هناك، ويرفرف في بحث هنالك.
تعب طلال منجد في الصحافة على مدار أربعين عاماً، وأتعب كثيرين معه، لم يكن يعترف بخطوط حمراء او بمحرمات، ولم يكن يخشى في الحق لومة لائم، وكان صدقه في علاقته مع مهنته أهم لديه من العلاقات الأخرى.
طلال منجد سنفتقد جرأتك، وستبقى مدرستك حاضرة.

                                                            غسان ريفي

ستبقى في الوجدان

كان طلال المنجد، الرقم الصعب في عالم الصحافة. متمرد الى حد الرفض، وناقد الى حد الشراسة، لا يستحي في قول كلمته التي يقتنع بها، وصاغ نهجاً لذاته. عرفته «جريدة المستقبل» وصحف اخرى لبنانية ومحلية، حاضراً وذكياً خلاقاً. لم يحاول ان يملي افكاره عليك او يقدم نظريات، فما عليك الا أن تفهمه على «الطاير» وإلا رسبت في الامتحان. سياسياً كنت ام صحافياً، فلا فرق لديه. لم يدخل الى قاموسه مصطلح «الأمر لك»، ولم يعرف المجاملة ولم يكن يؤمن حتى بأن هناك خطوطاً حمراء في عالم الصحافة . طلال المنجد، الذي كان عميد الصحافيين الشماليين دون منازع، رحل بصمت وهدوء، وسيبقى في الوجدان.

                                         
                                                            عامر الشعار

العنيد في الحق

عند، ومع طلال المنجّد الرّاديو مفتوح في أغلب الأوقات . الهدف هو الإطلاع على ما يجري في هذا العالم، الّذي وبسبب مشاكله الصّحيّة أصبح طلال في سنواته الأخيرة عاجزاً عن معايشته الميدانيّة له، هو الصّحافي، عاشق الحدث ومتابعته حتى آخر فصوله .
اليوم يرحل طلال المنجد الصّحافي الصّديق، العنيد في الحق، السّاخر من نفسه، ومن الحياة ولعبتها الّتي لم تتبدّل فصولها، وإن تبدّلت بعض المشاهد..وفاء جمعتنا للعمل معاً في إحدى صحف طرابلس المدينة التي يعشق كل منّا تفاصيلها أكثر من الآخر..وفاء الشّعراني المثقّفة، الدّكتورة الشّفّافة، عاشقة طرابلس، وهي-أيضاً-طرابلس الأنثى حبّنا الّتي نعشقها-طلال وأنا-آمنت، ولا تزال أن في المدينة طاقات لا يقدّر أصحاب القرار السّياسي فيها أهميّتها-أي الطّاقات-وكان إصرارها على أن تجمعنا للعمل في إحدى الصحف، الّتي يملكها أحد السّياسيّين المتنفّذين في المدينة.. إلّا أنّنا-طلال وأنا-لم نكن جاهزَيَن لنكون من ضمن الصّفقات التي يتبادلها السّياسيّون، وإن يكن بالحب المغلّف للمدينة . ثمّة الكثير من المحطّات التي تسترعي الإنتباه، وتستحق الكتابة، المجال هنا يضيق عنها، إذ يعلّمنا طلال الكثير الكثير من تواضعه وعلو مراسه وصعوبته في ما يتعلّق بما يمسّ المهنة..
سهولة لغته، بساطتها، عمقها، حِدّة مِشرطه الصّحافي، ونعومته الّتي تجرح ولا تسِيل الدّماء، تصيب كلّ أهدافها وإن إختلفنا معها، لكنّها لا تنفّرنا ولا تدعوَنا إلى الإعراض عنه. وفاء: طلال يعلّمنا أن نكون في وجودنا بلا ثقل، بلا وطأة، وفي رحيلنا يجب أن نكون كذلك أيضاً. أحس طلال بشدّة وطأة الزّائر الأخير وجِدّيّته، إتّصل بإبن أخيه الطّبيب، جلس على الأريكة، وفتح الرّاديو، كي ينتبه المارّون إلى أن ثمّة من في الدّاخل، ولأجل ألّا يشقى ويتجشّم القادمون إليه عناء فتح الباب من خلعٍ، او محاولات صعودٍ أو دخولٍ إلى حيث يقيم، حيث آخر عهدٍ له بالحياة الّتي لم يعرف منها إلّا المرارات.
ترحل يا طلال، والرّاديو ينقل الأخبار، والبلاد إلى شتاتها وفُرقتها، وتنازعها المحتوم، والإنسان فيها يا صديقي هو قربان البشريّة، الكبش المسفوح الدّماء على مرّ العصور.

                                                        غسان علم الدين

العصافير

عمر الهاشمي: «صار يُشبهنا أكثر»، كان من أجمل العناوين التي كتبها الاستاذ طلال منجد بعد إلقاء القبض على الرئيس صدام حسين.
(...) كنت اشاهده يُطعم العصافير على شرفة منزله.
غسان علم الدين: من الآن فصاعداً سيتحوّل هو نفسه طعاماً للعصافير، هنيئاً له، لا نعلم سنتحوّل طعاماً لمن؟؟

«أمير الكلام»

لم ينفصل فكر طلال منجد وكلامه وإيمانه ومواقفه وتحليله للأمور والأوضاع والتطورات عما كان يكتب أو يقول أو يناقش.
أحب الناس.. كل الناس.. لم يفرّق بين كبير وصغير أو بين غني وفقير، قصد الجميع في أماكن عملهم وجال في الأسواق والحارات تاركا بصماته أينما حلّ.. كما أدرك أهمية الثقافة بالنسبة للصحافي وكذلك أهمية إجادته للغة العربية ومفرداتها كتابة وقراءة وحواراً، فقضى حياته ومنذ صغره مفتشاً أو باحثاً عن كتاب، ودائما كان وحيثما حلّ، مع رفوف الكتب والمؤلفات المركونة في الزوايا ، إلى جانب قصاصات من أوراق الصحف أو المقالات، متمتعا بذاكرة حيّة، ودفق لا ينقطع من التصورات والمشاهد الهادفة إلى إحداث«الصدمة» عند القارىء.
طلال منجد، غاب قلمه بعدما غلبه الموت، وترجل «أمير الكلام» عن صهوة مقالته، ورحل تاركا في الحياة.. بصمات.

                                             ليلى دندشي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق