كتبها بلال عبد الهادي ، في 12 أيار 2012 الساعة: 18:10 م
نعرف ان العيدان في الشرق الأقصى تقوم مقام
الشوك والملاعق والأصابع . والحكاية عن عيدان الطعام لا تقصد العيدان الا من طريق
المجاز، وان كانت العيدان تستحقّ مقالا خاصّا على شرفها يتناول دورها الثقافيّ
والرياضيّ والفكريّ في الصين، فلقد قال ابن بطوطة ان فصاحة الصينيين في أصابعهم
وليس في السنتهم كما عند العرب الفصحاء، فهل لعيدان الطعام دور في ذلك؟ اترك
الإجابة لزمن آخر، لأن الحكاية المروية اليوم عن العيدان الصينية انّما تريد ان
تتكلم عن عالم الغيب، وهي كالحكاية السابقة عن الجحيم والنعيم، ولكنّها تتوسّل الى
معنى الحكاية باطراف عيدان الطعام. تقول الحكاية ان مجموعة من الأشخاص طلبوا من
حكيم ان يشرح لهم وجهة نظره حول الجحيم والنعيم، فقال ارى في الجحيم اناسا قاعدين
حول مائدة مليئة بأطايب الطعام ولكنّهم يموتون جوعا، لأن طول كل عود من العودين
اللذين سيتناول كل شخص بهما الطعام متران، ممّا يجعلهما غير قادرين على توصيل الأكل
الى أفواه الآكلين المتضوّرة. ولا يختلف المشهد في الجنّة عمّا هو عليه الحال في
النار، فأهل اليمين قاعدون حول مائدة فيها كل صنوف الطعام، وفي يد كلّ واحد منهما
أيضا عودان، طول الواحد منهما متران، ممّا يجعل توصيل الطعام إلى الأفواه أمراً
عصياً، فكان ان قرر كلّ فرد من افراد اهل الجنة اطعام فم غير فمه، وهذا امر لا تعجز
عنه العيدان الطوال.
الفارق بين الجنة والنار في نظر ذلك الحكيم
الصينيّ هو الجهة التي تتخذها حركة العيدان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق