الأربعاء، 31 يوليو 2013

قراءة في أطروحة الطالب الفاتح مصطفى منصور نصر


،  وهي بعنوان:

" إشكالية الخطاب في الفكر العربيّ المعاصر( قضية الأصالة والمعاصرة نموذجا).

أحبّ أن أبدأ بنادرة رواها كيسنجر في كتاب له صدر مؤخّراً عن الصين: يقول كيسنجر إنّه سأل، ذات يوم، " تشو إن لاي" رئيس الوزراء الصينيّ في عهد "ماو تسي تونغ" عن رأيه في الثورة الفرنسيّة، - ونحن كما نرى نعيش في خضمّ الثورات العربية - ولقد كان جواب "تشو إن لاي" صادماً وغير متوقّع لأذنيّ الدبلوماسيّ الأمريكيّ المحنّك، إذ كانت الإجابة: " لا يزال الوقت مبكّراً للحكم عليها". ونحن نعرف أنّه قد مرّ أكثر من قرنين على الثورة الفرنسيّة، ومن المعروف عن " تشو إن لاي" أنّه كان يزن كلامه بميزان الذهب، بحسب من عرفه عن كثب، كما كان يتمتّع بالحكمة والحصافة وبعد النظر، وهذا ما يمنح جوابه اللافت نكهة صينيّة تغرف من فيض الموروث الصينيّ الدافق. تذكّرت هذه العبارة وأنا أقرأ موضوع رسالة الطالب الفاتح مصطفى منصور نصر.

ولكن قبل أن أتناول مضامين الرسالة، والّإشكاليّة التي يطرحها، وجدت من الضروريّ أن أقف عند الجوانب اللغوية ولا سيّما أنّ النقطة التي يدور حولها كلام الرسالة هو " الخطاب" ، وتحديداً خطاب الأصالة والمعاصرة، أو التراث والحداثة، وهي إشكاليّة كبرى سال حولها حبر كثير بل، وللأسف، دم كثير. وهنا، يطيب لي أن استشهد بقول صينيّ عمره أكثر من ألفين وخمسمائة عام. سئل كونفوشيوس: من أين تبدأ الإصلاح في حال أسند إليك الحكم؟ قال: أبدأ من ّإصلاح اللغة. ومن وحي عبارة كونفوشيوس أقول ّإنه كان على الطالب أن يمنح لغة أطروحته شيئاً من الوقت، للتنقيح والمراجعة الدقيقة، فالأخطاء اللغويّة كثيرة لا تحتملها رسالة دكتوراه ، ولا يبرّرها عامل الوقت الداهم. لن أشير إليها كلّها، ولكن سأشير الى قسم وافر منها.

في الصفحة "ت" من الأطروحة التي هي صفحة شكر وتقدير، نجد أنّها جاءت بعد الصفحة "ث" بخلاف التسلسل الألفبائيّ، وهو خطأ في ترتيب الصفحات. وثمّة خطأ نحويّ في إحدى جملها وهي الجملة التالية: "وأخصّ بالشكر أستاذاي"، وحقّ الكلمة أن تكون أستاذَيّ. وفي الصفحة " ث" وهي بعنوان "ملخّص" خطأ، أغلب الظنّ، مطبعيّ، والخطأ هو" بالذات الغربيّ". وما لفت نظري في صفحة "الملخّص" المكونّة من ستّة عشر سطراً، خلوُّها من النقاط، وازدحامها بالفواصل، أو قل استبدال النقاط بالفواصل. وهذا يعني أنّ النصّ، في منظور الطالب، عبارة عن جملة واحدة طويلة النفس، وطول نفس الجملة يرهق أنفاس القارىء. ولا ريب في أنّ علامات الترقيم جزء من صياغة العبارة و وجزء من تنظيم المعنى. ظننت الأمر حكراً على صفحتي "الشكر" و" الملخّص"  إلاّ أنّ الأمر استمرّ على امتداد صفحات الأطروحة.

فحين تقدمت في قراءة الأطروحة تبيّن لي أنّ للطالب علاقة حميمة مع الجمل الطوال، فهناك جملة من صفحة أو صفحة ونصف أو أكثر. ففي الصفحة الأولى من الأطروحة لا يوجد إلاّ نقطة واحدة، كما في الصفحة عبارة ينقصها شيء ما لتستوي على صعيد الدلالة، وهي: "والإبداع التقدّم الفكر"، ربّما كان المقصود بها "الإبداع والتقدّم الفكري"، ولا أظنّ أنّ طابع الرسالة إن كان غيرُ الطالب هو الذي قام بطباعة الأطروحة مسؤول عن الهفوات المطبعيّة المتناثرة في ثنايا النصّ. وفي الصفحة رقم ( 2) ذات العنوان:" أسباب اختيار الموضوع"  أجد أنّه كان من الأفضل عدم استخدام الحركات إلاّ  في حالات إشكال او التباس في لفظ الكلمة حتّى لا يتحوّل التشكيل إلى مشكلة نحوية ظاهرة. ومن حسنات العربية أنّها تضمر الحركات. وهنا أشير إلى الفتحة التي تعلو حرف الراء في كلمة " سبر"، وحقّها، في سياق الكلام، الكسرُ لا الفتح. وفي الصفحة رقم (3)، لفت نظري استخدام الطالب لـ" ذي" التي يستخدمها "ذو" حيث يجب أن تكون " ذا" " في العبارة التالية:" امّا خطاب التيار الاشتراكي- العلماني، فكان ذو نزعة عصرانية خالصة"، وهذا الخطأ متكرر في أكثر من جملة تدخل " ذو" فيها . وفي الصفحة رقم (4) توقفت عند كلمة " المفكرين" وحقّها ان تكون" مفكرون" في عبارته: " القراءة التي قدّمها هؤلاء المفكرين" (ص4). وفي الصفحة رقم (10) يقول الطالب: " لذلك ترى أنّ "الأصالة " تمثيلًا حقيقياً لـ"الهوية العربية- الاسلامية" ، وكان يفترض على ما أظنّ أن تكون " تمثيل حقيقيّ". وفي الصفحة  رقم (11) خطأ مطبعيّ هو سقوط حرف الألف من كلمة العربية ( لعربية)، وفي فاتحة الصفحة رقم ( 12) يقول الطالب في بداية المقطع: " فهذين النوعين" والأصوب أن يقول " فهذان النوعان"، وفي ص(13) تجد ان العبارة لا تستقيم الا بإدراج حرف جرّ وهي: " من حيث المحافظة الخصوصيّات الايديولوجيّة"، وكذلك الأمر في العبارة التالية من الصفحة نفسها:" لم تكن ظاهرة على المجال الفكر العربي"، (ص13). وفي الصفحة (14) تستوقفنا العبارة التالية: " ... الذي تتجلّى فيه الذاتُ والعقلُ العربيين..." ، وأظنّ حقهاّ أن تكون: " العربيّان".

اما في الصفحة ( 15) فسأقف عند نقطة يكثر تكرارها في الرسالة، وهو الهمزة، والهمزة بحكم طبيعتها الثنائية: همزة وصل وهمزة فصل تتعب اللسان والقلم، نلحظ ان الطالب العزيز يضعها في غير أماكنها في كلمات كثيرة، ولكن سأكتفي بالكلمة التالية: " داخل مسار الفكر العربيّ ألنهوضيّ العام" ، وهي همزة هنا لا مبرّر لوضعها ولا مبرّر للفظها. وفي الصفحة رقم (16) نقرأ هذه العبارة: " هكذا اتخذت الايدولوجيا العربية الاسلامية منحاً مختلفاً" ، والمنحى مكتوبة بألف طويلة لا مقصورة كما يفترض، والأذن هنا خدّاعة، وهو خطأ يتكرّر في الصفحة (37) من الأطروحة. وفي الصفحة رقم (18) نقرأ هذا المقطع من عبارة : " نرى ذينك المنحنيين مسئولان بشكل مباشر عن..." والوظيفة النحوية تستدعي "مسؤولين" لا "مسؤولان". كما استوقفتني كلمة" بوتقة" التي يكتبها الطالب بالثاء بدلاً من التاء، قلت ربّما هو خطأ طباعيّ، الاّ للخطأ الطباعيّ أصولاً أو قل قواعد تبرّره كأن يكون الحرفان متجاورين على لوحة المفاتيح، وهذا لا ينطبق على الثاء والتاء في لوحة المفاتيح، وما اكّد يقيني هو انّ الكلمة مستعملة في صفحة (86) من الأطروحة مرّة أخرى وبحرف الثاء. وفي الصفحة رقم ( 21) يقول الكاتب:" تحاول تحديد الهوية بناء على البحث فيه "معرفيّاً " وذو أبعاد فلسفيّة"، وهو تركيب يعتوره شيء من الضعف على مستوى التركيبيّ. وفي الصفحة (23)، أقف عند العبارة التالية:" اما الايدولوجيا "الماركسية " العربية فقد كان لها شكلاً آخر من قضية الهوية..."، وحقّ " شكلاً " هنا أن تكون "شكل" أي التنوين بالضمّ. ولفت نظري في النسخة التي بين يديّ ان الطالب قد استعمل " حبر التصحيح الأبيض" لتصحيح بعض الأخطاء في الصفحة رقم ( 26) والصفحة (31) وغيرهما من الصفحات، وهذا يعني أنّ الطالب قد قام بواجبه في القاء النظرات الفاحصة على الأوراق. وفي الصفحة رقم( 34) أقف عند العبارة التالية: " إلى مجيء العثمانيّون" وفيها خطأ لا يحبّذ أن نراه في أطاريح جامعية! وفي الصفحة ( 35 ) نجد العبارة التالية:" الحركات التحرّر السياسية" حيث ان لعلامات التعريف طريقة أخرى في الاستعمال حتى تتلاءم العبارة مع النمط العربيّ في التركيب. وفي الصفحة (45) مقطع من سبعة أسطر هو نفسه مكرّر في الصفحة التالي ، وهذا  بالتأكيد خطأ من قبل الطابع، إلاّ انّه خطأ يتكرّر غير مرّة في الأطروحة.

وفي عبارة وردت في الصفحة رقم ( 78 ) نقرأ:"  فشكّلا نوع من الاختلاف في بنية الفكر ومنهجه " وصوابها " فشكّلا نوعا ...". وفي ختام الصفحة نفسها نجد عبارة من ثلاثة أسطر تعاد هي نفسها في الصفحة التي تليها مع إبدال كلمة " ديني" بـ"علمانيّ". وقد استوقفتني التاء المربوطة في الصفحة رقم (80) ، واورد الكلمة في سياقها:" والحقبة التي صاحبة ظهور المدّ السياسيّ الاسلاميّ"، حيث نجد أن" "صاحبة" تحتاج الى التاء الطويلة لاستيفاء معنى الجملة وليس الى التاء القصيرة. وفي الصفحة رقم (81) تكرار لفقرة من عدّة أسطر في الصفحة نفسها، ممّا يشوّش عملية القراءة.

وفي الصفحة رقم (82) ، يقول الباحث: " الى كونه خطاب؟ قد تعامل مع حركة الفكر وحده". كان من الممكن أنّ يمرّ الخطأ لو أن التنوين بالكسر أو بالضمّ حيث ينتفي مبرر وجود الألف الاّ انّ التنوين بالفتح يجعل وجود الألف ضرورياً على المستوى الإعرابيّ.

وفي الصفحة رقم ( 84) تكرار فقرة واحدة مرّتين في الصفحة، وهذه أخطاء ايّا كان اسمها لا يفترض أن تجد لها مكاناً في أطروحة. وحقيقة استغرب الاسباب التي جعلت هكذا أخطاء ظاهرة في الرسالة، وعلى الباحث أن يبرّر لنا ذلك. وفي الصفحة رقم (93) أقرأ هذه العبارة:" حتى اننا نشهد بعضاً تعايشاً سلمياً بين العلمانيين والمحافظين"، وفيها خلل تركيبيّ ظاهر وإن كان المعنى المقصود واضحا. وفي الصفحة رقم 99 ترد العبارة التالية:" بعد اعتبار مناصرو هذا المذهب"، وفي الصفحة رقم ( 105) " وقف في وجه التقدّم العلميّ سنين طوال"، و"طوال" في هذا المقام منوّنة بالفتح. وفي الصفحة رقم ( 107) أقف عند العبارة التالية: "بالاضافة الى انحسار العامل الضغط الاجتماعيّ". وفي الصفحة رقم (115) يقول الطالب:" كمحاولة لدرئ الصدع" والهمزة لعوب جدّاً، وكان حقّ الهمزة ان تتحرر من كرسيّها وتكتب بعد الراء، والخطأ يؤكّده الكسرة التي تأتي تحت الألف المقصورة؟ وفي الصفحة رقم (125) يقول الكاتب: " فلم يكن الفكر العربيّ قبل البعث الاّ مجرّد صوراً مشوهة من التبعية والشكلية ظلت عاجزة بالوفاء بمتطلبات الواقع العربيّ"، وفي الصفحة رقم ( 126) نقرأ ما يلي:" ان هناك اتجاهان"، وفي الصفحة رقم (130)  يقول الباحث:" دون ان يكون رهين او عرضة لتأثير مرجعيّ معيّن مختلفة في توجهاته وطموحه"، ولا ريب في أنّ هذه العبارة تحتاج الى صياغة مجددة وحذف بعض الأمور أو إضافة بعض الأمور. وفي الصفحة رقم (134) يقول الباحث:" كمحاولة لخلق اتجاه أو تيّار ذو منطلقات ماضوية"، وكان من المفروض ان تكون " ذي" بحكم موقعها الإعرابيّ.

سأكتفي بهذا القدر من الجانب اللغويّ، لألتفت إلى مضمون الرسالة، فهي لا ريب تتناول موضوعاً شائكاً وشيّقاً، ويحتاج إلى فيض من الدراسات عساها تفتح لنا كوّة من أمل وسط هذا الركام الكثيف، والدم النازف. فالفصل الذي عقده الباحث عن الربيع العربيّ يكشف لنا أنّ المخاض عسير، وانبثاق الأمل يتطّلب الكثير من الجهد والحصافة، وما تشهده الساحات والميادين العربية يمكن أن ينظر إليه من باب " الخطاب" الحيويّ، الساخن، والملتهب. نزل الخطاب الذي يعالجه الباحث من صفحات كتب النخبة إلى الشارع، الخطاب الإسلاميّ، والعلمانيّ، والقوميّ، والإشتراكيّ. وما نراه في الشارع هو صدى الخطابات نفسها المحتدمة على صعيد الأفكار ما بين التيّارات. واستعمل الباحث كلمة موفقة، هي" الانفصام" ، هذا الانفصام الذي تمثّله عبارة " الأصالة والمعاصرة" التي لم نعرف إلى اليوم كيف نستأصل من وسطها " واو العطف" على غرار ما فعلت اليابان في إّبّان نهضتها أو الصين. وهنا أحبّ الإضاءة إلى بعض الأمور من التجربة الصينيّة وكيفيّة إجابتها عن بعض الأسئلة حول العلاقة بالآخر الغربيّ، وما يشفع لي في الاستشهاد بالتجربة الصينيّة هو أنّ الباحث أشار في الصفحة ( 199) من كتابه إلى تجربة كلّ من الهند والصين، وّإلى الطريقة التي اعتمداها للخروج من حالة الانفصام التي نعاني منها. قرأت حواراً دار بين طلاّب صينيين يتعلمّون اللغة الانكليزيّة وأستاذهم، سألهم الاستاذ لماذا تتعلّمون اللغة الانكليزية؟ كان جواب الطلاب بسيطاً ومدهشاً ولا أظنّ أنّه يخطر ببال طلاّبنا العرب. لقد كان الجواب: لأنّنا نحبّ الصين. والأجوبة التي تنسج على هذا المنوال في بلاد التنين الأحمر كثيرة، منها ما هو مرتبط بلبّ موضوع الطالب من حيث مفهوم "التراث والحداثة". فالحداثة، في الصين، مطلوبة ليس لنفسها وإنّما لتعزيز التراث.

تناول الطالب جملة من الأمور أرّقت رجالات النهضة بدءاً من رفاعة الطهطاويّ ومحمّد عبده وصولاً الى محمّد أركون ونصر حامد أبو زيد الذي نعرف ما دفعه من ثمن! مروراً بالتيارات الاسلاميّة، وعلى رأسها تيّار " الإخوان المسلمين".

يقول الباحث في الصفحة رقم ( 195) : " ولعلّ تبني تلك القطيعة كشرط أساسيّ لتحقيق النهضة كان النمط الفكريّ السائد للتيّارات العلمانيّة التحرّرية السائدة في الفكر العربيّ المعاصر، فالتراث، في نظرها ، غير موجود في ذاته، وإنّما هو مجرّد قراءتنا له، وموقفنا منه، بل وتوظيفنا نحن له". واظنّ ان هذه العبارة لا تخلو من بعض التناقضات ، إذ هل تكون قراءة التراث والموقفُ منه، وتوظيفُه قطيعةً معه أم تقاطعاً، بالأحرى، معه، وحواراً سويّا معه؟

تستوقفني عبارة في المطلب الثاني من المبحث الثاني: إمكانيات بناء التنمية في الوطن العربيّ في الصفحة رقم (203)، يقول الطالب فيها ما يلي:" فغياب الآخر الغربيّ في العصر الوسيط ساعد على قيام الحضارة العربيّة – الإسلامية، وبالمثل كان غياب الآخر العربيّ – الاسلاميّ في العصر الحديث ادّى الى قيام الحضارة الغربية الحديثة". أظنّ ان الآخر كان موجودً في الحالتين، فالآخر الغربيّ تجلّى عبر نقل أغلب التراث اليونانيّ الفلسفيّ والعلميّ إلى العربية في العصر الوسيط الإسلاميّ، كما كان للعلوم الإسلاميّة دور غير منكور في نهضة الآخر الغربيّ. والعلّة ، في تصوّري ليست في حضور أو غياب الآخر بقدر ما هي في كيفيّة حضور الآخر.

وفي الصفحة رقم ( 207)، استوقفني نصّ يتمحور حول مفهوم " الدمج"، يقول الباحث:" فهناك مقوّمات فكرية وثقافية وحضارية تقدّمية عامّة سمحت " الحداثة اليوم بفتح آفاقها اتجاه منظومة العقل العربيّ المعاصر، للتقريب بينه وبين العقل الغربي أو لمحاولة دمجه، وبالتالي التأثير عليه". لا أعتقد أنّ إدراج فكرة الدمج تحمل خلاصاً أو تحلّ إشكالاً.

يقول الطالب في الصفحة رقم ( 229 ) منهياً كلامه عن الثورة الليبيّة بالقول: " لكن، في النهاية، استطاع الشباب الثائر من تحرير جميع المناطق اليبية التي كانت تحت يد كتائب "القذافيّ" الأمنية والعسكرية، وإسقاط حكم استبداديّ ...". ومن يتابع الأحداث يعرف انّ الشباب الثائر لم يحرّر المناطق الليبيّة الاّ بفضل التدخّل العسكريّ الغربيّ.

في "المطلب الثاني: الدروس المستفادة من ثورة الربيع "، وفي النقطة الرابعة في الصفحة (236) يقول الطالب:" كشف الربيع العربيّ الغطاء عن ازدواجية المعايير التي تتبّعها السياسة الغربية حيال قضايا وهموم الانسان العربيّ في مقابل ما تقدّمه للعالم من نموذج سياسيّ مثاليّ" . وأظنّ أنّ قضيّة الازدواجيّة في المعايير مكشوفةٌ منذ زمن يسبق الربيع العربيّ.

 

وفي حديث للباحث عن العلمنة في نهاية المطلب الثالث من المبحث الثالث يقول:" بدأت النخب المفكرة بدراسة أسباب التأخر والانحدار ثقافيا وسياسيا واجتماعيا كمحلولة لإيجاد الحلول المناسبة للمأزق الحضاريّ الحالي الذي وصلنا إليه نتيجة لتأثير العولمة". الصفحة 243، ولكن هل ما وصلنا اليه هو نتيجة تأثير العولمة أم أنّه نتيجة عدم الوصول الى صيغة مبتكرة لإنهاء حالة الانفصام التي يعيشها الفكر العربيّ بين الأنا والآخر، وبين الأنا الراهنة والأنا التاريخيّة المتمثلّة بالتراث؟

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق