الأربعاء، 31 يوليو 2013

نجاح هيكل عظميّ في الانتخابات:



وصلته أنباء وهو راقد في ضريحه الرطب أنهم يسرقون هويّته وصوته وينتخبون باسمه من يخالفه الرأي. راودته نفسه أن يتمرّد على ألاعيبهم الصوتيّة التي تقلق بين وقت ووقت بقايا جثمانه فقرّر أن يخوض لعبة الانتخابات، ليضع حدّا لمهزلة اللعب بجثامين الموتى، قائلاً لنفسه المرفرفة فوق ضريحه بنبرة لا تخلو من المنطق: ما دمت قادراً على التصويت في هذا البلد فهذا يعني أن الترشّح حقّ من حقوقي الشرعيّة، وعليه فمن حقّي كميّت أن أمارس حقيقي الشرعيّة. وهكذا قرّر بعد استخارة ليلية أن يترشّح منفرداً في الانتخابات ( لم يخطر بباله الرماديّ، فيما يبدو، تشكيل لائحة، فالموتى لا يحبّون المحادل) وينسى لفترة من الوقت وحشة القبر وضيقه. استغرب بعد فرز الأصوات فوزه الساحق في المعركة. زال عجبه حين علم أنّ كلّ الموتى – مثله- وقفوا إلى جانبه وتبنوا ترشّحه ووضعوا اسمه في صناديق الاقتراع باعتبار انه كان أكثر المرشحين انسجاماً مع رفاتهم.
لا أحد يعرف متى يقرّر الموتى استرداد حقوقهم المسلوبة من قبل الأحياء!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق