الأحد، 28 يوليو 2013

البراغماتية اللغوية

أحلى ما في البراغماتية اللغوية انّها لا تؤمن بحرفيّة اللفظ. لا للكلمة معنى واحد، ولا للعبارة معنى واحد، ولا للنصّ معنى واحد.
تأخذ بعين الاعتبار القائل وسياق القول.
كلمة الحقّ ليست كلمة حقّ دائما. بناء على كلمة علي بن ابي طالب: "كلمة حقّ يراد بها باطل"، وعليه فإن كلمة الحقّ هنا لا علاقة لها بالحقّ الاّ على مستوى اللفظ، بينها وبين معناها الحقيقي شرخ او خصام.
كيف أعرف مقصد القول من القول وحده؟
القول وحده خبيث، لعوب ككل المظاهر، لو أخذت بالظاهر لكانت " أم كامل" امرأة وليس رجلا يلعب دور امرأة.
بين القول والمعنى الذي يلعبه القول طبقات متراكبة بعضها فوق بعض. سورة الكهف على لسان الرجل الصالح تعلمنا ان السلوك ايضا قد  يتعارض مع دلالته او معناه، والكشف عنه صعب، صعب لدرجة لم يستوعب موسى نفسه وهو نبي من انبياء الله ما يحدث امام عينيه، ولم يستسغ سلوك الرجل الصالح ( ومن الدالّ تسمية الرجل الذي رافق موسى بهذه التسمية).
فما بالك ببشر لا هم انبياء ولا همّ اولياء؟
مهما كانت العبارة بسيطة تظل محجّبة بالمقاصد او مغيّبة لغايات في بطن القائل.
العبارات أقنعة.
والأقوال أقنعة. وقد يكون خلف القناع قناع، وقد يلعب الوجه دور القناع للتعمية والخداع.

حتى ولو سقط القناع عن القناع عن القناع كما قال محمود درويش، لن يكون لك وصول الى الوجه الأوحد.
العسل ليس بالضرورة ان يكون من مكوّنات الكلام المعسول.
أليس السمّ ثلثي الدسم؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق