الأربعاء، 6 مارس 2019

وكان الفرزدق قد شبّه الشعر وتقاسمه بين الشعراء بالجمل.


اللغة هي وجهة نظر.
التعدد اللغوي هو تعدد في وجهات النظر.
ومعرفة الشيء الواحد أمر يكاد يكون مستحيلا.
الشيء الواحد كالنعمة الألهية.
كثيرا ما أتوقف عند آية قرآنية تتحدّث عن النعمة ، وهي : وإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا .
عدم إمكانية إحصاء النعمة الواحدة.
المفرد هنا جمع!
المفرد هنا وهو النعمة لا يعدّ ولا يحصى!
لم يقل الله- سبحانه- عدم امكانية احصاء النعم وانما عدم احصاء النعمة.
من هنا قلت عن استحالة معرفة الشيء الواحد وقارنته بالنعمة.
واللغة الواحدة تعرف ان الواحد ليس شيئا واحدا من هنا تستعين اللغة الواحدة بالمترادفات.
ولا يوجد لغة واحدة تخلو من " نعمة" الترادف لسبب براغماتي، عملي، ولولا الترادف لكان هناك " عجقة سير" لغوية لا تطاق.
قلت اللغة وجهة نظر.
وفي العالم ما لا يقلّ عن خمسة آلاف لغة أي ما لا يقلّ عن خمسة آلاف وجهة نظر.
وجهة نظرك مهما علا شأنها ليست أكثر من واحدة من بين هذه الآلاف، وحين تضيف المترادفات تضاعف وجهات النظر وهذا شكلٌ من أشكال تقليب النظر.
من هنا لا يمكن لأحد أيا كان هذا الأحد أن يدّعي امتلاك الحقيقة. 
ولعلّ الحقيقة التي تمتلكها ليست اكثر مما امتلك #الفرزدق من " جمل" الشعر أو ناقة الشعر.
وكان الفرزدق قد شبّه الشعر وتقاسمه بين الشعراء بالجمل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق