الجمعة، 1 مارس 2019

#بيض مقلي



لا يمكن لأحد أن يستهين ببيضة #الدجاجة . من يحبّ البيض يحبّ البيض، ولكن من لا يحبّ البيض يحبّ البيض ايضا!. يحب البيض حتّى ولو أنكر ذلك، احيانا كثيرة لا ننتبه الى اننا نحبّ ما نكره، ونلتهم ما نكره. ومثال: كنت اعرف شخصا لا يطيق البقدونس ولكنه يحب التبولة، ولا ينتبه الى انه يلتهم بشهية مفتوحة ما يكره، ضاعت معالم البقدونس في خلطة التبولة!
وحين عرف أنّ #البقدونس المكوّن الأكثر حضورا في #التبّولة غيّر علاقته مع البقدونس! 
اعود الى البيضة ، كنت اعرف طفلا لا يطيق البيض، لا المقلي ولا المسلوق، ولكنه يعشق الكاتو، وكم كانت صدمته كبيرة حين عرف ان اهم مكوّن في مكوّنات الكاتو هو البيض، فأنّبه ضميره وشعر بالندم على سوء ظنّه بالبيض فغيّر علاقته مع البيض بكل حالاته، وصار يأكله مسلوقا ومقليا ويأكله في طبق العجّة.
لماذا اتكلم على البيض؟
كنت ذات يوم في طاحونة عمّي ( أبو العبد / الحاج #محمود_الدنّون رحمه الله ) في رأس الصخر، وكان عنده في الطاحونة دجاج لأنّه يحبّ أن يأكل البيض البلديّ طازجا على الأكيد، وحديث الولادة. كنت ذات يوم عنده في زيارة ( وكنت أحب سماع مغامراته الكثيرة ايام الفرنسيين قبل الاستقلال) فأحضر عدّة بيضات ليقليها بزيت الزيتون الفاخر في مقلاة من الفخّار على نار هادئة.
وقال لي انه يقليها بمقلاة الفخّار ولا يسكبها في صحن حتّى يبقى البيض ساخنا الى آخر لقمة بسبب مخزون الحرارة الذي تحتفظ به مقلاة الفخّار.
كان - رحمه الله- ذا نفس ، في الطعام، طيّب.
أعرف ان قلي البيض على بساطته فنّ صعب، لعبة الملح والبهار والنار سرّ من أسرار الكثير 
من المذاقات، ولا يمكن الاستهانة بالطبخ ولو طبخ أشياء بسيطة.
لم أذق في حياتي بيضاً مقلياً فيه ما في نكهة البيض في طبق الفخار التي حضّرها عمّي رحمات الله عليه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق