الجمعة، 1 مارس 2019

تفتنني دراسة عناوين الكتب


تفتنني دراسة عناوين الكتب، وكنت قد كتبت، ذات يوم، بحثا تحت عنوان #سيمياء_العناوين.
وما يفتنني في العنوان هو عدم ثباته، هو تغيّره. ونحن لا ننتبه ، أحيانا، إلى عدم ثبات العناوين. الثبات وهم كبير، وهم يخدّر، يلعب بالعيون، ويلعب بالأبصار، ويلعب حتّى بالبصائر!
ما يدفعني إلى الظنّ بثبات الأشياء، وهنا العناوين، انحباسي في لغة واحدة. ولكن حتى الكتاب الواحد في لغة واحدة قد يكون له أكثر من عنوان، على غرار الناس الذين يعيشون بأسماء مختلفة، هذا ما تقوله لنا اللغة الصينية في أسماء كتّابها مثلا. هل اسم مو يان الحائز على جائزة نوبل للآداب هو اسمه؟ هل اسم المتنبي هو المتنبي؟ وهل اسم الجاحظ هو اسم الجاحظ؟ وهل اسم الفارابي هو الفارابي؟
لبعض الكتب ألقاب وأسماء فنية على غرار المطربين من قبيل فيزور وصباح ...
ولكن هنا سأتناول شيئا آخر عن العناوين، هو العنوان الفحل، العنوان الذي ينجب كتباّ كثيرة، كتبا يرتبط بها بيولوجيّاً من ناحية العناوين فقط.
مثلا في العربية أنجب اسم منتخبات شعرية اختارها الشاعر العباسي أبو تمام ووضع لها اسم الحماسة سلسلة من الكتب حملت عنوان حماسة فهناك حماسة البحتري، وهي حاولت السير على خطى أبي تمام وهناك الحماسة الشجرية أو حماسة ابن الشجري.
وقد يختار كاتب ما مقطعا من عنوان كتاب ما ليبني عليه عنوانا جديدا. ومن الطريف دراسة " التناصّ العنوانيّ".
كاتب فرنسي ألف كتابا بعنوان voyage au pays des bibliothèques.
هل يمكن لي أن أقرأ هذا العنوان دون أن أستحضر أليس في بلاد العجائب؟
وما هي العناوين التي استخدمت عبارة ... au pays des ...؟ من وحي كتاب أليس في لغات العالم المكتوبة؟
هناك عناوين لا تخلّف، وهناك عناوين تخلّف، ولها ليس فقط أولاد وإنما لها أحفاد!
أكتفي، هنا، بذكر عنوان واحد منجاب هو عنوان كتاب للطاهر بن جلّون حمل العنوان التالي:
‏Le Racisme expliqué à ma fille
ما هو عدد الكتب التي أنجبها هذا العنوان في الفرنسيّة؟
عبارة ... expliqué à... عبارة جذبت كتابا كثيرين إلى تبنيها في عناوين كتبهم!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق