الأربعاء، 6 مايو 2020

عن همزة الوصل


يبدو أنّ #همزة_الوصل عاملة عقدة أكثر من همزة القطع!
وأنا على المستوى الشخصيّ حين يسألني أحد " الهمّازين" لماذا تضع أحياناً همزة قطع بدلاً من همزة وصل في بعض الأماكن؟ أترك الإجابة معلّقة، على أمل أن يكتشف بعينيه وأذنيه الأسباب التي تدفعني إلى وضعها حيث أضعها.
وأمس، قلت تلميحاً، إنّ همزة الوصل همزتان! دون الدخول في تفاصيل التفاسير، أحبّ جدّاً الحكايات، ولكن دائماً أحذف خاتمتها إن كانت تفصح عن المغزى. من منطلق قناعتي أنّ تثبيت المغزى يصيب الحكاية بفقر دم من جهة، ويجلب إلى دلالاتها المفتوحة الضيم!
وبسبب همزة الوصل أكاد أن أكره الأيفون، رغم حبّي الذي لا حدود له لشخصيّة #ستيف_جوبز- تغمّده الله برحمته الواسعة- وذلك بسبب عدم وجود همزة الوصل في لوحة مفاتيحه الأنيقة، ولهمزة الوصل معزّة خاصّة عندي، وكم أسرّ حين أراها مطبوعة في الكتب.
مثلاً في مبتدأ الكلام أو الجملة لا أحبّ أن أكتب اقرأ هكذا ( اقرأ)، بل أتعمّد أن أكتبها هكذا ( إقرأ)، ولا أحبّ أبداً أن أكتبها هكذا ( اِقرأ)، وأعتبر كتابتها على هذه الشاكلة تفصحّاً مضرّاً بعافية الشكل والمنظر، وكسراً لخاطر الكسرة.
وكتبت أكثر من مرّة عن الهمزة، وألاعيبها، وانتقدت ولا أزال من لا يعرف همزة الوصل من همزة القطع، بل استوحيت من أشكال الهمزة أمورا لا علاقة بالهمزة، وقارنت بينها وبين تعريف البلاغة، أو بالأحرى ، أحد تعريفات #البلاغة، وهو: البلاغة معرفة الفصل من الوصل، واعتبرت بين الهمزة وواو العطف تعاطفاً وتبادل أدوار وخدمات.
يحقّ لمن ينتقدني أن ينتقدني، ولكن سأظلّ أكتبها في فاتحة الكلام أو فاتحة الجملة حتّى ولو كره ( الهمّازون)! 😊.
أكتفي بسؤال: كيف تخرج من فم من يتفصّح عليّ كلمة ( #إقرأ ) أو فعل الأمر الإلهيّ ( إقرأ) الذي لا يأخذ به كثيرٌ من المسلمين، وسميّت #القراءة في مقالة لي سابقة( #الفريضة_المغيّبة)، وأنا أعتبر القراءة فرض عين لا فرض كفاية، وخصوصاً في زمننا هذا.
ولا أعني بالقراءة ما يفهمه الناس عادة من معنى القراءة، سألني ذات يوم #إسكافيّ: ماذا تنصحني أن أقرأ؟ قلت له: إقرأ ( لاحظوا معي #همزة القطع بدلاّ من همزة الوصل) في كتب عن الأحذية والجلد والنعال والبويا! لم أكن أهزل معه، أو أسخر منه. كنت جادّاً، وفكّرت أن أساعده في تجويد مهنة أبيه التي قرّر أن تكون مهنته، وخصوصاً إنّه وصل إلى القسم الثاني.
نظر إليّ نظرة لا تخلو من غرابة!
ظنّ ربّما أنّي سأدعوه إلى قراءة طه حسين، أو جبران، أو الجاحظ، أو محمود درويش، أو نجيب محفوظ.
في أيّ حال، أرحّب بمن ينتقدني سرّا أو جهراًً، وأرحّب بمن ينتقدني في وجهي بمقدار ما أرحّب بمن ينتقدني من وراء ظهري.
ودائما ما أستعين أو أتحصّن أو أستمدّ المدد من قول الكرمانيّ:
" من علامات الإيمان واليقين بالخالق أنْ يسقط الخلق عن عينك حتى لا تبالي بمدحهم وذمّهم، ويكون كلاهما عندك على السويّة، فإنّك لا تفضل بالمدح ، ولا تنقص بالذمّ ".
وإنّه - لعمري - مطمع نبيل أن لا يفضل المرء بالمدح، ولا ينقص بالذمّ.
وفي حال سألني سائل: من تقصد؟
أكتفي بالقول: سَلِ المسلاّت!
😊
وأرحّب أجمل ترحيب بكلّ انتقاد وقّاد لا ينقاد للمسلّمات الخدّاعة.
فبعض المسلّمات يعمي البصائر والأبصار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق