الاثنين، 11 مايو 2020

الإنسان لا يسهل عليه التعامل مع الأشياء التي لا اسم لها


الإنسان لا يسهل عليه التعامل مع الأشياء التي لا اسم لها.
الاسم حضور.
ولكن المفردة الواحدة تكون عاجزة أحيانا عن القيام بهذه المهمّة لأسباب كثيرة. فيختار اسماً للشيء الواحد من كلمتين أو أكثر.
المفردة الواحدة لكلّ شيء ترهق ذاكرته بالكلمات الجديدة.
عندنا أسماء كثيرة تتألف من كلمتين: أسماء بعض المآكل من قبيل زنود الستّ، لقمة القاضي، عيشة خانم، وأسماء بعض النباتات من قبيل فم السمكة. وفم السمكة لا ينتمي إلى عالم الأسماك بل هو زهرة. نجد في الأسماء هنا مجازاً أو استعارة.
وهذا يفتح باب الأسئلة ليس حول المجاز أو حول الاستعارة من الناحية الشعرية بل من الناحية العملية.
البراغماتية اللغوية تفرض نزول المجاز من برجه العاجيّ إلى عالم الحياة اليوميّة.
الحياة اللغوية بلا مجازات تختنق. المجاز هو مجال اللغة الحيويّ.
فليجرّب أي إنسان أن يتعامل فقط مع الحقائق اللغوية، يجد أنّ الصمت ، في هذه الحالة، أرحم ألف مرّة من العيش مع الحقيقة اللغوية المحض.
يظنّ في أوقات كثيرة وهو يتعامل مع المجاز انّه يتعامل مع الحقيقة .
ولكن في لحظة ما ينتبه إلى كلمة أو عبارة فتنكشف أمامه حقيقتها المجازيّة ومن ثمّ حقيقته المجازيّة..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق