الأربعاء، 6 مايو 2020

التفكير بالمقلوب


#التفكير_بالمقلوب

أحبّ خلال مشاهداتي أو قراءاتي أن ألتقط ما يمكن أن أدرجه في حيّز #التفكير_بالمقلوب لتكثير الشواهد على هذا التفكير الذي يضحك من اسمه بعض الناس.
عمل الناس ليس عملاً وإنّما هو ترجمان عقلهم، وتجسدّات تفكيرهم.
العمل اليدويّ هو تفكير مرئيّ، حركات الإنسان وهو يعمل الأشياء أو يصنع الأشياء أشبه بصورة بالرنين المغناطيسيّ لحركات النيرونات في دماغ العامل اليدويّ، ويمتعني حدّاً مشهد التفكير اليدويّ!
كنت أقرأ عن #هنري_فورد، ( ومن لا يعرف تعبير ( فورد أبو دعسة؟) وكان يفكّر في طريقة تسرّع من إنتاج السيّارات، ويبدو لم يسعفه إلاّ التفكير بالمقلوب، وما كان ليخطر بباله لو لم ير في مصنعه مشهداً دفع بالتفكير بالمقلوب إلى ذهنه.
شاهد ذات يوم عماله وهم يتزاحمون حول منصة التجميع لتجميع سيارة لا تتحرّك على منصّة تجميع السيارة.
لم يركّز فكره خلال رؤيته على مشهد العمّال ولا على مشهد السيّارة، لم يفكّر بزيادة عدد العمال للإسراع في صنع السيارة، ولا إلى الأدوات التي تزيد في تعجيل صنع السيارة، راح ذهنه إلى مكان آخر.
لمعت في ذهنه الوقّاد فكرة هي نتاج التفكير بالمقلوب.
العمال متزاحمون أنتج التفكير بالمقلوب تفريق العمّال.
السيارة جامدة في أرضها لا تتحرّك، أنتج التفكير بالمقلوب تحريك السيارة.
ماذا فعل؟
اخترع العمل المتسلسل!
كان صنع سيارة يستغرق وفق طريقة العمل القديمة حوالي اثنتي عشرة ساعة، العمل بفضل تفرقة العمال على امتداد منصة التجميع صار لا يستغرق عمل سيارة أكثر من ساعة ونصف الساعة، وبفضل التفكير بالمقلوب صارت أجزاء السيارة تتحرّك فوق المنصة وتمرّ إلى ابعمال وصولاً إلى العامل الأخير وهي في كامل جهوزيتها .
بفضل التفكير بالمقلوب اختصر الوقت وزاد الانتاج 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق