" أخذ الخروف بلا ثمن " يعني الحصول على فائدة غير متوقعة وبلا جهد. ويمكن القول إن نجاح هذه الحيلة إما يرجع الى التخطيط المكثف الدقيق أو الى حظ خارج حسبان الانسان. لقد حدث في التاريخ العديد من الأمثال التي شهدت " أخذ الخروف بلا ثمن " وما شابهه. وفيما يلي الحادث المثالي لهذه الخطة خلال الحرب العالمية الثانية. قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية كان الزعيم الفاشي الايطالي موسوليني يطمع بإحياء ( اعادة ) المملكة الرومانية الكبرى وتحويل البحر الأبيض المتوسط الى بحر داخلي للمملكة التي سيكون هو ملكا حاكما جديدا لها. وبعد اندلاع الحرب رأى موسوليني أن الفرصة قد جانت، فوضع خطة عسكرية لتحقيق مطامعه. إلا أنه عرف بوضوح أن جيشه كان لا يملك حينذاك قدرة كافية للانتصار على الجيش البريطاني الموجود في الدول والمناطق المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط. لذلك بدأ يوجّه هدفه الى دول صغيرة وضعيفة نسبيا في محاولة شن الهجوم عليها واحتلالها. واختار أولا اليونان كأول بلد أراد احتلاله نظرا الى أن الجيش اليوناني كان قليل العدد وضعيف القوة نسبيا. فأصدر لجيشه أمرا بالزحف الى اليونان ومهاجمتها. في الثامن والعشرين من أكتوبر عام 1940 قابل السفير الايطالي لدى اليونان رئيس الوزراء اليوناني، ونقل اليه مذكرة باسم موسوليني الذي طلب فيها من الحكومة اليونانية تقديم قاعدة عسكرية داخل اليونان ليرابط فيها الجيش الايطالي. فرفض رئيس الوزراء اليوناني رفضا قاطعا بينما أعلن حالة التأهب للحرب في كل البلاد استعدادا لمواجهة العدوان الايطالي. وكانت هيئة أركان الحرب الايطالية قد نبهت موسوليني بأن الجيش الايطالي غير قادر على تحقيق الانتصار السريع رغم أن الجيش اليوناني كان ضعيفا نسبيا إلا أن موسوليني أصدر فعلا أمره لشن الهجوم على اليونان. والحقيقة أن توقعات الناس كانت صحيحة، إذ لم يقطع الجيش الايطالي مسافة طويلة حتى واجه دفاعا قويا من الجيش اليوناني الشجاع حتى توقف عن التقدم. وبعد مرور أيام لم يحقق موسوليني أي تقدم في ميدان القتال بل تعرض لخسارة كبيرة في المعركة. وبعد أسبوع وصلت التعزيزات العسكرية اليونانية الى جبهة القتال مما رفع معنوية جنود الجيش اليوناني حيث قاموا بمقاتلة الاعداء بكل بسالة وشجاعة. الأمر الذي جعل الجيش الايطالي يتراجع، وانسحب أخيرا الى قاعدته الاصلية. فانتهز الجيش اليوناني هذه الفرصة السانحة بحيث بدأ يتقدم لمطاردة الجيش الايطالي وأستولى أخيرا على العديد من مواقعه الاستراتيجية الهامة. ومن أجل الحيلولة دون وقوع خسائر أكبر طلب موسوليني المساعدة من ألمانيا النازية بزعامة أدولف هتلر. فارسل أدولف هتلر فعلا جيشه لمساعدة موسوليني. ونتيجة هذه العملية هى أن هتلر لم يمنع تعرض موسوليني للفشل الكامل فحسب بل احتل في النهاية اليونان باعتبارها كبشا يأخذه بتكلفة صغيرة. وطبعا كان ذلك الاحتلال غير عادل كما اعتبره الناس خلال الحرب العالمية الثانية. " تطبيق أخذ الخروف بلا ثمن أو بتكلفة صغيرة " في الاعمال العسكرية يعني انتهاز الفرصة التي قد يتركها العدو أو الطرف الثالث مع اتخاذ اجراءات معنية لتحقيق الهدف المرجو أو توسيع المصالح التي تم الحصول عليها. ويرى بعض الناس أن هذه الحيلة لا تحقق النتائج المرجوة إلا إذا كان الحظ حليفا للفاعل أي أن نتيجة هذه الحيلة لا تأتي إلا صدفة. ولكن في الحقيقة ومن أجل انجاح هذه الخطة ونيل ثمارها يجب على الفاعل أن يضع خطة متكاملة مع ترتيب الاجراءات الدقيقة لتطبيقها، ويبحث بكل جدية عن الفرصة التي يمكن استغلالها بينما يصعب على الآخرين أن يكتشفوها ويفهموها. لذلك نقول أن تطبيق " أخذ الخروف بلا ثمن أو بتكلفة قليلة " خطة صعبة التصميم والتطبيق. حتى أن البعض لم ينجح في تطبيق الخطة بينما سرِق المنافسون الآخرون خروفه. التنافس التجاري في العصر الحديث يشهد أيضا " أخذ الخروف بلا ثمن أو بتكلفة قليلة " وخاصة تحدث الحالة دائما اثناء المفاوضات بين المتنافسين، وفي حين أن طرفا يناقش قضية مع منافسه في المفاوضات يُدخل مسألة أخرى ضمن موضوع المفاوضات من أجل كسب المزيد من المصالح أثناء المساومة. وإذا حلت القضية الرئيسية فقد تُحل المسألة الثانوية أيضا مما يمنحه المزيد من المكاسب. وطبعا ان ذلك يختلف قليلا عن المعني الأصلي لهذه الخطة.
http://arabic.cri.cn/361/2008/08/18/181s102081.htm
http://arabic.cri.cn/361/2008/08/18/181s102081.htm
لست أري أن هذه إستراتيجية ففي نهاية الأمر بعد إنهزام إيطاليا موسوليني هو من طلب المساعدة من ألمانيا التي لبت نداء حليفتها والهدف الحقيقي كان منع جيوش الحلفاء من الدخول إلي اليونان كما أن الذي خسر قريبا له في هذا الإحتلال لايعتبر المكسب بلاثمن
ردحذف