كانت ممتلكتا وي وتشاو من الممالك في عهد الربيع والخريف الصيني الذي يرجع تاريخه الى ألفين وأربعمائة سنة. ونجحت مملكة وي أولا تطبيق الإصلاح السياسي والاقتصادي. وحققت بفضل ذلك تطورا سياسيا واقتصاديا وعسكريا. وشنت بعد ذلك حربا على الممالك الصغيرة المجاورة لها في محاولة لضمها اليها. أما مملكة تشاو المجاورة لمملكة وي فكانت أقل قوة من مملكة وي اقتصاديا وعسكريا. ورغم ذلك إحتلت منطقة تابعة لها. وفي يوم من الأيام إستدعى ملك وي أحد قادة جيشه، واسمه بانغ جوآن اليه وأمره بقيادة جيش المملكة لشن الهجوم على مملكة تشاو في محاولة استعادة المنطقة التي احتلتها. فوضع بانغ جوآن خطة حربية كاملة لشن هجوم مباشر على مدينة هان دان/ عاصمة مملكة تشاو من أجل الاستيلاء عليها واعادة تلك المنطقة المحتلة الى مملكة وي في آن واحد، ومن ثم اسقاط مملكة تشاو في النهاية. فوافق الملك على هذه الخطة وأصدر أمرا رسميا بشن الحرب. وبعد أيام نجح جيش مملكة وي بغرض حصار على مدينة هان دان/ عاصمة مملكة تشاو إلا أنه واجه دفاعا قويا. واستمر القتال سنة كاملة لم تشهد إنتصارا نهائيا لأي طرف من الطرفين. الجدير بالذكر أن مملكة تشاو كانت مرتبطة باتفاقية تحالف عسكري مع مملكة أخرى تُعرف باسم مملكة تشي. ووفقا للإتفاقية إذا تعرضت أية مملكة منهما لهجوم من الأعداء ترسل الأخرى جيشها لمساعدتها. فطلبت مملكة تشاو حينئذ فعلا مساعدة عاجلة من مملكة تشي لمواجهة العدوان من مملكة وي. فرأى ملك تشي أنه من واجبه أن يلتزم باتفاقية التحالف العسكري المذكورة ويرسل جيشه لمساعدة مملكة تشاو، إلا أنه كان يعرف في نفس الوقت أن جيشه ضعيف غير قادر على الانتصار على جيش مملكة وي القوي إذا شن هجوما مباشرا عليه. لذلك دبّر خطة أخرى هى أنه يرسل جيشا لشن مهاجمة على أرض مملكة وي التي قد خرج منها معظم جنودها لمهاجمة مملكة تشاو. وإذا وجد ملك وي أن مملكته معرضة لخطر فسيسحب جيشه من ميدان المعركة. وبهذه الخطة يمكن رفع الحصار على مملكة تشاو. طبّق ملك تشي هذه الخطة فعلا. وعندما وصل جيشه الى حدود مملكة وي في محاولة شن هجوم عليها. عرف ذلك ملك وي فتوقف فعلا عن العملية العسكرية ضد مملكة تشاو وإنسحب بجيشه من ميدان الحرب عائدا الى مملكته. وعندما وصل الى مكان يُعرف بإسم " قوي لينغ " تعرض لهجوم من كمين لمقاتلي مملكة تشي وإنهزم. لأن جنوده كانوا جميعا في تعب شديد بعد القتال الطويل. فحقّق جيش مملكة تشي إنتصارا كاملا. ونجح أيضا في رفع الحصار على مملكة تشاو. هناك معركة أخرى أستخدمت فيها نفس الخطة. إسم هذه المعركة معركة قوآن دو التي حدثت قبل أكثر من ألف وثمانيمائة سنة حيث شن ملك يوان شاو هجوما عسكريا ضد ملك تساو تساو من أجل انتزاع سلطة المملكة. وكان جيش يوان شاو قويا حيث بلغ عدد جنوده أكثر من مائة ألف فرد بينما كان جيش ملك تساو تساو ضعيفا نسبيا وكان عدد جنوده حوالى عشرين ألف جندي فقط. ورغم أن المعركة دارت لفترة طويلة في مكان يُعرف باسم " قوآن دو" إلا أنها لم تشهد منتصرا أو منهزما. وفي ذلك الحين قدم أحد مستشاري ملك تساو تساو اليه وقدّم له خطة حربية وقال له إن فريقا لنقل الحبوب الغذائية والامدادات العسكرية لجيش يوان شاو كان يمر حينذاك بمنطقة قريبة من ميدان الحرب. فيجب أرسال كمين لشن هجوم عليه واختطاف كل ما يملكه. وباستخدام هذه الخطة يمكن لجيش ملك تساو تساو أن يتخلص من وضعه الخطير في ميدان الحرب. كذلك يمكنه أن يخطف تلك الحبوب الغذائية والامدادات العسكرية التي يحتاج اليها جيش ملك يوان شاو بشكل عاجل لينتصر عليه في النهاية. فطبق ملك تساو تساو هذه الخطة فعلا وإنتصر في النهاية على ملك يوان شاو، وأصبح بعد ذلك ملكا جديدا في المملكة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق