ابتداءا من حلقة اليوم نقدم لكم الخطط الحربية الست والثلاثين الكاملة ضمن كتاب " فن الحرب " المشهور من تأليف سون وو/ المستشار العسكري لملك دويلة تشي/ احدى الدويلات الصينية القديمة في عهد الربيع والخريف الذي يرجع تاريخه الى ألفين وخمسمائة سنة. وجدير بالذكر أن هذه الخطط الحربية مشهورة حتى اليوم داخل الصين وخارجها إذ يتعلمها الكثير من العسكريين الصينيين والأجانب وحتى التجار ورجال الأعمال الذين يتعلمونها ويستخدمونها للتعامل مع منافسيهم من أجل كسب النجاح والانتصار. وفي جامعة الدفاع الوطني الصينية ضباط أجانب يدرسون هذا الكتاب العسكري الصيني. ومن بينهم الفريق الباكستاني سهاوري الذي يتحدث عن هذا الكتاب العسكري قائلا: هذا الكتاب عظيم جدا لا يضاهيه أي كتاب من الكتب العسكرية المماثلة الأخرى في العالم. هناك الكثير من الأجانب بما فيهم الأمريكان يتعلمون من هذا الكتاب الخطط الحربية الصينية القديمة. كما يتعلمها اليابانيون ويستخدمونها في أعمالهم التجارية.
نقدم لكم اليوم الخطة الأولى التي تحمل إسم: يخدع السماء ليعبر البحر. كان الصينيون يعتقدون في قديم الزمان أن الآلهة في السماء يعرفون بكل وضوح أي عمل للأنسان في الأرض مهما كان يجري بخفية شديدة. أما خطة " يخدع السماء ليعبر البحر" فتهدف الى استخدام خدعة لتشويش انتباه الناس من أجل تنفيذ عملية معينة وتحقيق هدف مهم دون أن يعرف ذلك الآخرون حتى الآلهة في السماء. وجدير بالذكر أن هذه الخطة جاءت في البداية من قصة حقيقية. يذكر أن الإمبراطور تانغ تاي زونغ / ثاني الإمبراطور أسرة تانغ الملكية في الصين القديمة كان يريد توسيع مملكته باستخدام القوة. فقاد جيشه ليزحف الى مناطق أخرى. وعندما وصل جيشه الى شاطئ بحر شاهد الامبراطور أمواج البحر تتلاطم بشكل ثائر وتمتد نحو أفق بعيد. فأخذه خوف شديد. لأن معظم جنوده لا يعرفون العوم ولا يقدرون على عبور البحر. فسأل وزراءه الذين كانوا بجانبه عما إذا كان لديهم طريقة تساعد جنوده على عبور البحر إلا أنهم لزموا جميعا بالصمت. فشعر الامبراطور بخيبة الأمل الشديدة. قدم الى الامبراطور ثري محلي ذو نفوذ. وقال له: يا مولاىّ، أحضرتُ كل المواد الغذائية لجميع جنود الجيش قبل عبورهم البحر، ووضعتها داخل بيتي. وأنا أتشرف بزيارتك التفقدية الى بيتي لمشاهدة هذه المواد الغذائية. فسار الامبراطور مسرورا جدا وذهب برفقة وزرائه الى بيت هذا الثري والقريب من شاطئ البحر. عندما وصل شاهد كثيرا من الغرف المبنية من الأخشاب تمت زخرفتها بالستائر الجميلة في الجدران والسجاجيد الفاخرة في الأرضية. ودعا الثري الامبراطور الى دخول قاعة كبيرة بها مائدة توضع فيها أطعمة شهية بمختلف الانواع والأشكال اضافة الى الخمر وعصير الفواكه ومشروبات أخرى. فرح الامبراطور فرحا شديدا. وجلس أمام المائدة كما جلس حوله وزراؤه أيضا ليرافقوه في الأكل والشرب ونسى جميعهم ما كان يساورهم من القلق والمخاوف من مشكلة عبور البحر. وبعد وقت وجيز سمع الامبراطور صوت الأمواج والرياح من خارج القاعة كما شعر باهتزاز الأرضية، فارتبك وسأل الثري سبب ذلك، فقال له: يا مولاىّ أنت حاليا على متن سفينة كبرى، وإن جميع جنودك يركبون حاليا أيضا في سفن أخرى يعبرون البحر. كُنّ مطمئنا يا مولاىّ ! لا تخف، ونحن حاليا في أمن تام وسلامة كاملة. هذه هى الحيلة التي اتخذها الوزراء من أجل مساعدة الامبراطور على عبور البحر. حيث اختاروا واحدا منهم ليتظاهر بأنه ذلك الثري المحلي. ثم قاموا ببناء عدد كبير من السفن الضخمة التي من ضمنها سفينة كبرى بها قاعة فاخرة. ثم طلبوا من الامبراطور أن يزورها ويستريح فيها بينما قادوا جميع السفن لعبور البحر. وبهذه الحيلة نجح الامبراطور ونجح جيشه في عبور البحر لمواصلة الزحف، وخاضوا بعد ذلك معركة انتصروا فيها على الأعداء، وحققوا بذلك هدفهم الإستراتيجي في النهاية. تعتبر هذه القصة أصل خطة" يخدع السماء ليعبر البحر". إلا أن السماء هنا هى ليست السماء المعروفة لدينا بل هى الامبراطور الذي يمثل أعلى حاكم للمملكة. وجدير بالذكر أن هذه الخطة لا تُستخدم فقط لمواجهة الأعداء من أجل الانتصار عليهم فحسب بل قد تُتخذ أحيانا كخدعة بريئة لكسب الخير والمنافع للأصدقاء والشركاء أو للمصلحة الذاتية أيضا.
نقدم لكم اليوم الخطة الأولى التي تحمل إسم: يخدع السماء ليعبر البحر. كان الصينيون يعتقدون في قديم الزمان أن الآلهة في السماء يعرفون بكل وضوح أي عمل للأنسان في الأرض مهما كان يجري بخفية شديدة. أما خطة " يخدع السماء ليعبر البحر" فتهدف الى استخدام خدعة لتشويش انتباه الناس من أجل تنفيذ عملية معينة وتحقيق هدف مهم دون أن يعرف ذلك الآخرون حتى الآلهة في السماء. وجدير بالذكر أن هذه الخطة جاءت في البداية من قصة حقيقية. يذكر أن الإمبراطور تانغ تاي زونغ / ثاني الإمبراطور أسرة تانغ الملكية في الصين القديمة كان يريد توسيع مملكته باستخدام القوة. فقاد جيشه ليزحف الى مناطق أخرى. وعندما وصل جيشه الى شاطئ بحر شاهد الامبراطور أمواج البحر تتلاطم بشكل ثائر وتمتد نحو أفق بعيد. فأخذه خوف شديد. لأن معظم جنوده لا يعرفون العوم ولا يقدرون على عبور البحر. فسأل وزراءه الذين كانوا بجانبه عما إذا كان لديهم طريقة تساعد جنوده على عبور البحر إلا أنهم لزموا جميعا بالصمت. فشعر الامبراطور بخيبة الأمل الشديدة. قدم الى الامبراطور ثري محلي ذو نفوذ. وقال له: يا مولاىّ، أحضرتُ كل المواد الغذائية لجميع جنود الجيش قبل عبورهم البحر، ووضعتها داخل بيتي. وأنا أتشرف بزيارتك التفقدية الى بيتي لمشاهدة هذه المواد الغذائية. فسار الامبراطور مسرورا جدا وذهب برفقة وزرائه الى بيت هذا الثري والقريب من شاطئ البحر. عندما وصل شاهد كثيرا من الغرف المبنية من الأخشاب تمت زخرفتها بالستائر الجميلة في الجدران والسجاجيد الفاخرة في الأرضية. ودعا الثري الامبراطور الى دخول قاعة كبيرة بها مائدة توضع فيها أطعمة شهية بمختلف الانواع والأشكال اضافة الى الخمر وعصير الفواكه ومشروبات أخرى. فرح الامبراطور فرحا شديدا. وجلس أمام المائدة كما جلس حوله وزراؤه أيضا ليرافقوه في الأكل والشرب ونسى جميعهم ما كان يساورهم من القلق والمخاوف من مشكلة عبور البحر. وبعد وقت وجيز سمع الامبراطور صوت الأمواج والرياح من خارج القاعة كما شعر باهتزاز الأرضية، فارتبك وسأل الثري سبب ذلك، فقال له: يا مولاىّ أنت حاليا على متن سفينة كبرى، وإن جميع جنودك يركبون حاليا أيضا في سفن أخرى يعبرون البحر. كُنّ مطمئنا يا مولاىّ ! لا تخف، ونحن حاليا في أمن تام وسلامة كاملة. هذه هى الحيلة التي اتخذها الوزراء من أجل مساعدة الامبراطور على عبور البحر. حيث اختاروا واحدا منهم ليتظاهر بأنه ذلك الثري المحلي. ثم قاموا ببناء عدد كبير من السفن الضخمة التي من ضمنها سفينة كبرى بها قاعة فاخرة. ثم طلبوا من الامبراطور أن يزورها ويستريح فيها بينما قادوا جميع السفن لعبور البحر. وبهذه الحيلة نجح الامبراطور ونجح جيشه في عبور البحر لمواصلة الزحف، وخاضوا بعد ذلك معركة انتصروا فيها على الأعداء، وحققوا بذلك هدفهم الإستراتيجي في النهاية. تعتبر هذه القصة أصل خطة" يخدع السماء ليعبر البحر". إلا أن السماء هنا هى ليست السماء المعروفة لدينا بل هى الامبراطور الذي يمثل أعلى حاكم للمملكة. وجدير بالذكر أن هذه الخطة لا تُستخدم فقط لمواجهة الأعداء من أجل الانتصار عليهم فحسب بل قد تُتخذ أحيانا كخدعة بريئة لكسب الخير والمنافع للأصدقاء والشركاء أو للمصلحة الذاتية أيضا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق