التنقيب عن العقل العربي؟
النقص يشبه الجملة اللغوية، هناك جملة بسيطة
وهناك جملة مركبة. والنقص ايضا نوعان على الأقل: نقص بسيط ونقص مركّب.الأمّة
العربية تعيش نقصا مركبا لا بسيطا. الشعوب التي لم تسنح لها دورة التاريخ بعد ان
تتبوّأ مكانة حضارية لا في الماضي ولا في الحاضر تعيش عقدة نقص بسيطة من الغرب، اما
الشعوب التي كان لها مجد حضاري قديم ثم انهار ولم يبق منه الا اطلال تعيش عقدة نقص
مركبة أي تعاني من عقدتي نقص، على الأقلّ، لا عقدة واحدة بسيطة. لأحاول النظر الى
هذا الأمر من باب المادّة لأنها تعين على الفهم. من وضعه أسهل، نفسيا، الفقير الذي
ورث الفقر ابا عن جد أم الغني الذي عاش في بحبوحة مادية ورثها من أبيه الذي ورثها
بدوره، من ابيه؟ تاريخ الغني الذي صار فقيرا يعيقه، يربكه، واحيانا يقضي عليه. نحن
تاريخنا غني، مجيد، عظيم، جميل، حافل، ولكنه تحول الىى عبء يجرح الذاكرة. فلقد
تحولنا الى فقراء ومتسولين على ابواب الحضارات الاخرى نشحذ القمح والدساتير
والقوانين والعلوم والايديولوجيات والافكار والهواتف والحواسيب والافلام والاحلام (
من لا يحلم بتأشيرة دخول ؟) والجنسيات ( من لا يفخر بجنسية غربية
يملكها؟).
ونفتخر بحضارتنا، ولكن هل نفتخر حقّا؟
الا نشبه المخصي الذي يفتخر بإحليل صاحبه؟ وهذا مثل عربي ( والاحليل يقصد به العضو التناسلي عند الذكر).ولكن اعرف اننا لسنا خصيانا لأني متفائل بالمستقبل ومقتنع بأن المستقبل البعيد لن يكون على صورة الحاضر الباهت. المستقبل البعيد، ليس لأن هناك تباشير تعلن شروقه، ولكن لان سنة التاريخ لا يلعب بها أحد.
اعود ايضا الى الرابط بين الابن وابيه لاشرح فكرتي عن النقص المركب عند العرب.لنفترض ان الاب ناجح في حياته ولكن الابن فاشل. ما شعور الابن؟ الفخر بأبيه طبعا ولكن الحقد ايضا على الاب والغيرة منه. الابن قد يكون عدوّا للأب. في التاريخ امثلة كثيرة عن ذلك.عن ابن يستغني عن خدمات ابيه ويستغني عن طاعة ابيه. سنة الحياة الطبيعية ان يكون الابن افضل من الأب، اقول السنة الطبيعية. ولكن للسنن شذوذا، ومن شذوذ السنن ان يكون الابن دون الأب بمراحل. هنا يكون شعور الابن مزدوجا: اعجاب لدرجة الافتتان بالأب وكراهية لدرجة الرغبة في التخلّص من الأب.
شعورنا تجاه تاريخنا واجدادنا هو من هذا القبيل الوبيل؟ شعور لا يخلو من عقدة نقص الابن الذي يفوقه أبوه وجدّه في كلّ شيء.
العقدة الثانية هي عقدتنا من الغرب، وهي عقدة ذات شقين، من ناحية ننفتن بالغرب، نعشقه، نعشق افلامه، حورياته. نحلم بجنسياته والعيش في بلدانه، ونفخر باقتنائنا لمنتوجاته، ومن ناحية أخرى، نلعنه، نحرق سلافه،"نشوف حالنا عليه".
وكل هذا سببه اننا نعيش في رحاب نقص مركّب.
مرحلة وتمرّ، مرحلة مرّة وتمرّ.تطول، تمطّ، تتناسل. ولكنها مرحلة سوف ترحل.
ومن هنا، أقول :" اننا، اليوم، الآن وهنا، أسوأ امّة أخرجت للناس".
واعتبر أن ما أقوله توصيف للواقع لا جلد للذات.
أسوأ امّة على مستوى الكسل، وعلى مستوى الامية، وعلى مستوى الفساد، وعلى مستوى الانتاج، وعلى مستوى المؤسسات. وعلى مستوى الايمان، نعم الايمان، نحن عندنا كثرة طقوس وقلة ايمان.
ايماننا لباس لا جلد. والايمان ليس قطعة قماش!
انهي بأني متفائل الى اقصى حدّ، بالاتي البعيد، لأنّي مؤمن بان الله سبحانه يخرج الحيّ من الميت، وعليه فان موتنا الراهن لا يعني اننا محكومون بالموت. فالمستفبل حيّ، وهذه سنة الله والحياة والحضارات.
وما نراه اليوم من مياه عكرة وموحلة لا يعني على الاطلاق ان المياه لن نستعيد صفاءها.
يكفي ان ننظر الى علاقتنا بلغتنا حتى نعرف تفشي قيح العقد على ألسنتا وكيف ينزّ القيح من شفاهنا.
حتى لهجاتنا العامية تلوّثت أكثر مما يجب. وهذا طبيعي، افراز طبيعي لمرض الاستلاب.
ونفتخر بحضارتنا، ولكن هل نفتخر حقّا؟
الا نشبه المخصي الذي يفتخر بإحليل صاحبه؟ وهذا مثل عربي ( والاحليل يقصد به العضو التناسلي عند الذكر).ولكن اعرف اننا لسنا خصيانا لأني متفائل بالمستقبل ومقتنع بأن المستقبل البعيد لن يكون على صورة الحاضر الباهت. المستقبل البعيد، ليس لأن هناك تباشير تعلن شروقه، ولكن لان سنة التاريخ لا يلعب بها أحد.
اعود ايضا الى الرابط بين الابن وابيه لاشرح فكرتي عن النقص المركب عند العرب.لنفترض ان الاب ناجح في حياته ولكن الابن فاشل. ما شعور الابن؟ الفخر بأبيه طبعا ولكن الحقد ايضا على الاب والغيرة منه. الابن قد يكون عدوّا للأب. في التاريخ امثلة كثيرة عن ذلك.عن ابن يستغني عن خدمات ابيه ويستغني عن طاعة ابيه. سنة الحياة الطبيعية ان يكون الابن افضل من الأب، اقول السنة الطبيعية. ولكن للسنن شذوذا، ومن شذوذ السنن ان يكون الابن دون الأب بمراحل. هنا يكون شعور الابن مزدوجا: اعجاب لدرجة الافتتان بالأب وكراهية لدرجة الرغبة في التخلّص من الأب.
شعورنا تجاه تاريخنا واجدادنا هو من هذا القبيل الوبيل؟ شعور لا يخلو من عقدة نقص الابن الذي يفوقه أبوه وجدّه في كلّ شيء.
العقدة الثانية هي عقدتنا من الغرب، وهي عقدة ذات شقين، من ناحية ننفتن بالغرب، نعشقه، نعشق افلامه، حورياته. نحلم بجنسياته والعيش في بلدانه، ونفخر باقتنائنا لمنتوجاته، ومن ناحية أخرى، نلعنه، نحرق سلافه،"نشوف حالنا عليه".
وكل هذا سببه اننا نعيش في رحاب نقص مركّب.
مرحلة وتمرّ، مرحلة مرّة وتمرّ.تطول، تمطّ، تتناسل. ولكنها مرحلة سوف ترحل.
ومن هنا، أقول :" اننا، اليوم، الآن وهنا، أسوأ امّة أخرجت للناس".
واعتبر أن ما أقوله توصيف للواقع لا جلد للذات.
أسوأ امّة على مستوى الكسل، وعلى مستوى الامية، وعلى مستوى الفساد، وعلى مستوى الانتاج، وعلى مستوى المؤسسات. وعلى مستوى الايمان، نعم الايمان، نحن عندنا كثرة طقوس وقلة ايمان.
ايماننا لباس لا جلد. والايمان ليس قطعة قماش!
انهي بأني متفائل الى اقصى حدّ، بالاتي البعيد، لأنّي مؤمن بان الله سبحانه يخرج الحيّ من الميت، وعليه فان موتنا الراهن لا يعني اننا محكومون بالموت. فالمستفبل حيّ، وهذه سنة الله والحياة والحضارات.
وما نراه اليوم من مياه عكرة وموحلة لا يعني على الاطلاق ان المياه لن نستعيد صفاءها.
يكفي ان ننظر الى علاقتنا بلغتنا حتى نعرف تفشي قيح العقد على ألسنتا وكيف ينزّ القيح من شفاهنا.
حتى لهجاتنا العامية تلوّثت أكثر مما يجب. وهذا طبيعي، افراز طبيعي لمرض الاستلاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق