ملحوظة: هذا النصّ كتب من قبل الا اني اعدت هنا
التعديل في بعض فقراته وعباراته.
لا تربطني بأبي صلة القرابة وحدها. ثمّة شيء آخر، يجعله أكثر من أب، وهو بساطته، طيبته، ايمانه الرحيب، سخاؤه الكتوم، نظره الثاقب والبعيد، حدسه المرهف، ولعه بالحياة، ولعه بالأرض العطوف، حبّه لشجرة الزيتون المباركة، يؤلمه وجع غصن، أو تنهيدة حبّة مريضة. رغبته الفيّاضة في المعرفة، نفوره العارم من إضاعة الوقت، براغماتيته الفطرية اللينة، والعفوية، تفاؤله البنّاء، طريقته المبتكرة في ايجاد حلول بسيطة وعملية لأمور معقدة، طموحه الفذّ الذي لا يحرمه من الشعور بالقناعة الخلاّقة، استغرق وقته في هوايات ليست عاقراً أو عقيماً، عزّة نفسه الخفيّة. تعامله النبيل والمرهف مع الطبيعة، تفانيه في ما يقوم به، طريقته في التجارة حيث يهتم بإتقانها أكثر مما يهتمّ بمردودها، خجله الذي لا يكشفه من لا يعرفه.
اشياء كثيرة في ابي تدفعني الى أن أراه شيئا آخر غير الأب.
احيانا اسائل نفسي: هل حبي له هو حبّ أب لابنه أم حبّ ابن لأبيه؟
قلت له في رسالة، حين كنت مقيماً في فرنسا، : " يا والدي من فرط حبّي لك أظنّك ابني، بل ابني الوحيد"، الا يقال لا أحد يحبّ أحدا على ابنائه؟ أشعر انني اكسر القاعدة، أبي اوّلا وبعده الآخرون من ابناء وغير ابناء.
حياتك يا والدي نعمة في حياتي.
من فضائله ان عالمه عمله. وان عمله علّمه أشياء كثيرة هو الذي لم يعرف المدرسة استخرج من أفواه الناس ابجديّة العربية وراح يقرأ، بمفرده، وراح ينسخ بيده حكايات ومواضيع حتى يقبض على الحرف العصيّ، فصار قارئا أكثر من كثيرين يفخرون بشهادات ثمنها حفنة من المال المغسول. أبي يقرأ اكثر من كثيرين يعرفون القراءة ولكنّهم لا يعر فون بناء علاقة سوية مع الحرف.
عينه شبعانة منذ صغره هو الذي عانى في طفولته الحرمان من أمّ تعطف عليه، فأمّه ليست أكثرمن طيف في مخيّلة طفولته لأنها انتقلت إلى بارئها قبل أن يعرف فمه الصغير التلفّظ بكلمة " ماما"، وهي من الكلمات التي لم يعايشها، وإلى اليوم حين يسمع طفلا ينده لأمه " ماما " تمتلكه مشاعرالرحمة والحسرة والحنين إلى مفردة لم يعرفها فمه، ولم تعرف رنّتها الآسرة أذناه. حرمانه من أمّه جعل مشاعر الأمومة تفيض من روحه وسلوكه فتعرف من نظراته الحانية، الودود، ما معنى "الأب الرؤوم"، لكأنّه قرّر في طويّة روحه حين رحلت أن تستمرّ على قيد الحياة في لحمه ودمه.
ليتني أب كأبي. و"ليت" تُدخل، أغلب الأحيان، الأشياء في حيّز المستحيل والامتناع.
أبي كتابي المفضّل، الكتاب البسيط، السهل الممتنع، الممتع الذي وانا اتصفحه أشعر اني اتصفح كتاب سرّ النجاح وسرّ الفرح.
أبي قدري الجميل، وقدري النبيل.
أحاول جاهداً، بكلّ طاقتي، أن أكون أحسن منك، يا حبيب القلب، فقط لأجلب إلى قلبك البهيّ المسرّة.الا يقال ان فرحة الأب لا تكتمل الا بتفوّق الابناء عليه، اليس هذا سرّ الحياة، وسنة الله في خلقه؟
مدّ الله في شيخوختك الجميلة، الوديعة، والممتلئة حكمة ونعمة، شيخوختك الفتيّة ليستمرّ، في الدنيا، سعدي.
لعلّ أجمل ما في حياتي أني عشت في زمن أبي.
أبي ليتني أنت.
لا تربطني بأبي صلة القرابة وحدها. ثمّة شيء آخر، يجعله أكثر من أب، وهو بساطته، طيبته، ايمانه الرحيب، سخاؤه الكتوم، نظره الثاقب والبعيد، حدسه المرهف، ولعه بالحياة، ولعه بالأرض العطوف، حبّه لشجرة الزيتون المباركة، يؤلمه وجع غصن، أو تنهيدة حبّة مريضة. رغبته الفيّاضة في المعرفة، نفوره العارم من إضاعة الوقت، براغماتيته الفطرية اللينة، والعفوية، تفاؤله البنّاء، طريقته المبتكرة في ايجاد حلول بسيطة وعملية لأمور معقدة، طموحه الفذّ الذي لا يحرمه من الشعور بالقناعة الخلاّقة، استغرق وقته في هوايات ليست عاقراً أو عقيماً، عزّة نفسه الخفيّة. تعامله النبيل والمرهف مع الطبيعة، تفانيه في ما يقوم به، طريقته في التجارة حيث يهتم بإتقانها أكثر مما يهتمّ بمردودها، خجله الذي لا يكشفه من لا يعرفه.
اشياء كثيرة في ابي تدفعني الى أن أراه شيئا آخر غير الأب.
احيانا اسائل نفسي: هل حبي له هو حبّ أب لابنه أم حبّ ابن لأبيه؟
قلت له في رسالة، حين كنت مقيماً في فرنسا، : " يا والدي من فرط حبّي لك أظنّك ابني، بل ابني الوحيد"، الا يقال لا أحد يحبّ أحدا على ابنائه؟ أشعر انني اكسر القاعدة، أبي اوّلا وبعده الآخرون من ابناء وغير ابناء.
حياتك يا والدي نعمة في حياتي.
من فضائله ان عالمه عمله. وان عمله علّمه أشياء كثيرة هو الذي لم يعرف المدرسة استخرج من أفواه الناس ابجديّة العربية وراح يقرأ، بمفرده، وراح ينسخ بيده حكايات ومواضيع حتى يقبض على الحرف العصيّ، فصار قارئا أكثر من كثيرين يفخرون بشهادات ثمنها حفنة من المال المغسول. أبي يقرأ اكثر من كثيرين يعرفون القراءة ولكنّهم لا يعر فون بناء علاقة سوية مع الحرف.
عينه شبعانة منذ صغره هو الذي عانى في طفولته الحرمان من أمّ تعطف عليه، فأمّه ليست أكثرمن طيف في مخيّلة طفولته لأنها انتقلت إلى بارئها قبل أن يعرف فمه الصغير التلفّظ بكلمة " ماما"، وهي من الكلمات التي لم يعايشها، وإلى اليوم حين يسمع طفلا ينده لأمه " ماما " تمتلكه مشاعرالرحمة والحسرة والحنين إلى مفردة لم يعرفها فمه، ولم تعرف رنّتها الآسرة أذناه. حرمانه من أمّه جعل مشاعر الأمومة تفيض من روحه وسلوكه فتعرف من نظراته الحانية، الودود، ما معنى "الأب الرؤوم"، لكأنّه قرّر في طويّة روحه حين رحلت أن تستمرّ على قيد الحياة في لحمه ودمه.
ليتني أب كأبي. و"ليت" تُدخل، أغلب الأحيان، الأشياء في حيّز المستحيل والامتناع.
أبي كتابي المفضّل، الكتاب البسيط، السهل الممتنع، الممتع الذي وانا اتصفحه أشعر اني اتصفح كتاب سرّ النجاح وسرّ الفرح.
أبي قدري الجميل، وقدري النبيل.
أحاول جاهداً، بكلّ طاقتي، أن أكون أحسن منك، يا حبيب القلب، فقط لأجلب إلى قلبك البهيّ المسرّة.الا يقال ان فرحة الأب لا تكتمل الا بتفوّق الابناء عليه، اليس هذا سرّ الحياة، وسنة الله في خلقه؟
مدّ الله في شيخوختك الجميلة، الوديعة، والممتلئة حكمة ونعمة، شيخوختك الفتيّة ليستمرّ، في الدنيا، سعدي.
لعلّ أجمل ما في حياتي أني عشت في زمن أبي.
أبي ليتني أنت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق