للكلمات قدرة الخلايا على
التوالد الذاتي أي ليست بحاجة إلا لمن يكتبها, تخرج أحيانا من طرف لسانك أو من طرف
القلم دون أن يكون للناطق بها أي فضل, فهي له وليست له, منه وليست منه. لم يسبق أن
سمعها من احد ومع هذا لا يجرؤ على الاعتراف بأبوّته لها.
اظن ان كل من يكتب يمر
بحالة مشابهة. وثمة مصطلح يمكن اعتباره منفذا الى رحاب هذه المنطقة. وهو ما يعرف
ب"تداعي المعاني"، اي انك تبدأ بكلمة لصوغ جملة ما، هذه الكلمة تحرك
الكلمات التي في رأسك، تقديما وتأخيرا، تستحضر بمجرد ذكرها كلمات اخرى الى ذهنك لم
تكن جاهزة للاستعمال قبل ورود تلك الكلمة التي اخترت.
واجد من الطريف جدا، البحث
عن الكلمات التي يختارها الكاتب والكلمات التي تختارها الكلمات التي اختارها
الكاتب. اي ان في كل نص مكتوب كاتبين، الكاتب والكلمات.
والأمر ليس سهلا. ولكنّه
مجال خصب لتبيان عمل الكلمات في النصّ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق