اللامتوقّع، بخيره وشرّه، جزء من حياة الناس، كلّ الناس، لا أحد بمأمن منه. ولعلّ هذا اللامتوقّع هو الذي يقبض على سرّ الحياة، وسرّ دوران دولابها الذي لا يحبّذ الوقوف. قد لا ينتبه المرء إلى دور اللامتوقّع في تشكيل حياته وصوغ سلوكه. وفي حال فكّر المرء ولو قليلاً بخياراته الشخصيّة لوجد أنّها ليست خياراته الشخصيّة وقد لا يصدّق ذلك، والسبب بكلّ بساطة، هو أنّه يترك للبديهة المتهوّرة، وهي أمّارة بالسوء، أنْ تسيّر أقواله وأحكامه. في حال بحث المرء عن الأسباب الخفيّة والظاهرة التي كوّنته سيجد أنّه عنصر واحد لا أكثر من مجموعة غفيرة ساهمت في أن يكون على ما هو عليه مزاجاً وتفكيراً وسلوكاً.
البعض تكون مبرّرات سعادتهم هي أسباب تعاستهم، كأنْ يكون الغنى الموروث مثلاً هو سبب إخفاقهم بدلاً من أن يكون فرصة لنجاحهم، والبعض تكون التعاسة هي المنْخس الذي يدفع بهم صوب السعادة، لنفكّر مثلاً في اللامتوقّع في حياة الراحل ستيف جوبز، ونقرأ فقط بعضاً من مقتطفات عمره، ونرى دور اللامتوّقع في حياته وحياة تفّاحته المقضومة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق