#التواصل_اللغويّ يشبه #الطبخة من حيث أن الطبخة تمتصّ أشياء كثيرة أو تخفي أشياء كثيرة. ولا أنكر التشابه الكبير بين #الأكل واللغة، تشابه تولّده العلاقة البيولوجية الحميمة بين التواصل اللفظيّ والطعام! اللسان يعني في لغات كثيرة " #اللغة"، ولكن #اللسان هو أيضاً مستقرّ حاسّة الذوق، وكلمة ذوق نستعملها للكلام وللطعام، نتذوّق الطعام من جهة، ولكن نتذوّق #الحروف من جهة أخرى بحسب تعبير #الفراهيديّ نفسه. قلت التواصل اللفظي يخفي أشياء كثيرة كمااسم " المآكل"، ولننظر إلى هذه العبارة:" أكلت صحن #فاصولياء". عبارة بسيطة ولكنها تخفي " الملح، ماء البندورة، اللحمة، السمنة، الماء وأشياء أخرى". والمحذوف من مكونات الفاصولياء هو ما يمنح صحن الفاصولياء مذاقه! وكذلك الأمر في التواصل اللفظي، فهي عبارة تشبه عبارة صحن الفاصولياء من حيث تخفي التواصل غير اللفظي من إشارات جسدية وإشارات غير جسدية: لباس مثلا. وما يمنح التواصل اللفظي قوامه هو المحذوف، المتواري تماما كما يمنح مذاق أو قوام الطبخة المحذوف من اسمها والمتواري. كل لفظ هو بشكل من الأشكال مجاز مرسل، والمجاز المرسل لبابه الحذف ، والاستعاضة عن الجزء بالكلّ، المجاز أشبه بعنوان كتاب والمعنى يفيض حكما عن مساحة العنوان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق