الأربعاء، 30 أبريل 2014

من وحي " مقدمة لدرس لغة العرب" للشيخ عبد الله العلايلي

 
 
من يـتامّل الجذر العربي الثلاثي يلاحظ انه جذر يعرف كيف ينفصل ويتجمّع، كيف يتفرق لتوليد كلمات جديدة.لا يؤلمه أن يصير أشلاء.
وسأعطي مثالا من جذر " كتب"
1- تفصل الحرف الأوّل من الجذر عن الحرفين اللاحقين فتقول: كاتب، هنا دخلت الألف بين الكاف والتاء. وتركت اللحمة بيت التاء والباء قائمة.
2- اضافة حروف دون ان يلحق الجذر اي اذي من خلال الانفصال، مثل مكتبة، فنلاحظ ان الكاف والتاء والباء بقيت  متعاضدة.
3- قد ينفصل الحرف الأخير من الجذر عن الحرلفين الأوليين كما نرى في مكتوب، حيث دخلت الواو على خطّ الجذر .
4- قد تنفصل وتتفكّك حروف الجذر كلّها بعضها عن بعض كما في " مكاتيب" ، فبين الكاف والتاء ألف، وبين التاء والباء ياء.
ويمكنك ان تستمر في لعبة الاشتقاقات الى أن تصل الى 1200 شكل تستخرجها من بطن  جذر" كتب" الولود. قلت 1200 شكلا وهذا بحسب ما ذهب اليه شيخ اللغويين في القرن العشرين وهو عبد الله العلايلي رحمه الله في كتابه التحفة " مقدمة لدرس لغة العرب" .
اللغة فكّ وتركيب، فصل ووصل أو بحسب التعريف العربي للبلاغة:" معرفة الفصل من الوصل".
أليست الحياة نفسها على نسق الكلمة من حيث هي معرفة الفصل من الوصل، أو فكّ وتركيب؟
 
 
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق