الأحد، 27 أبريل 2014

التاريخ مخطوطة


الماضي مخطوطة تحتاج الى تحقيق، بعض حروفها مطموس، بعض صفحاتها أكلتها الأرضة، وبعض الصفحات نالت منها الرطوبة، وبعض من صفحاتها سقطت وضاعت.
الماضي مخطوطة تتطلب جهد بشريّ جبّار.
أحيانا بالمصادفة السرنديبيّة نكتشف ورقات من هذه المخطوطة مطمورة تحت الرمال.
فالقشرة الأرضيّة أرشيف وأسرار.
متحجرة هنا تكون بمثابة شمعة في ليل المخطوطة الطويل، شقفة عظمة تكون بمثابة اعتراف بين يدي كاهن.
كم سنة ظلّت الكتابة الهيروغلفية سرا من الاسرار وهي في متناول الأنظار؟
أحيانا السرّ يتوارى في المرئيّ!

الإنسان لا يرى ما هو قريب منه جدّا، القرب الشديد حجاب صفيق.
وليس هناك أقرب للإنسان من نفسه، قرب رهيب، مرعب، الى حدّ ان المرء ينتبه الى انه لا يعرف نفسه.
وعليه، فإنّ المرء يحتاج الى الابتعاد عن نفسه، ينفصل عنها لفترة من الوقت،
الأمر ليس صعبا، في التراث العربيّ الشعريّ مفردة بسيطة هي " التجريد"، ويقصد بها أن تخرج نفسك من بين ضلوعك وتعتبرها نفس شخص آخر فتخاطب نفسك بصيغة الآخر ، استعمال ضمير المخاطب ومترادفاته، فيصير الضمير " أنا" ضمير المخاطب " انت".
أي حاول بدلا من ان تقعد لحالك ان تقعد مع حالك.
تغيير الضمير وتغيير حرف الجرّ يغيّر نظرتك الى نفسك.
واعتبر نفسك مسابقة طالب بين يدي استاذ.
اي تتحول بين يدي نفسك الى تلميذ.
تخيّل انك قلم أحمر ولوع بوضع الملاحظات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق