الاثنين، 13 أكتوبر 2014

حلزون / حكاية بوذية


حلزون

كان ثلاثة رهبان بوذيين يتنزهون في حديقة المعبد، واذ بأحدهم يرى حلزونا، فدنا منه ليمعسه بقدمه. فاعترض الراهب الثاني وقال له: وماذا فعل لك الحلزون حتى تمعسه؟ أجاب الراهب الأول متأففاً: ألا تراه كيف يدخل الى الخسّ الذي يزرعه صديقنا ويفسده؟ قال الراهب الثاني: ولكن من حقه ان يأكل، كما من حقّ العصفور ان يلقط الحبّ، او حقّ الثعلب ان يأكل الدجاج، فهذه طبيعة الأشياء.

وحين وجدا ان النقاش بينهما لن يصل إلى برّ الأمان، اتجها الى الراهب الثالث لأخذ مشورته، وتحديد اي وجهة نظر هي الأصوب، الا ان الراهب الثالث قال لهما: ليس من السهل الحسم بينكما، فلكل منكما وجهة نظر معتبرة، اقترح عليكما الذهاب الى معلمنا فهو أقدر منّا على ايجاد الجواب الشافي.

ذهبوا عند المعلم، وعرض الثالث القضيّة عليه قائلاً: يا معلّم، إنّ صديقيّ اختلفا حول نقطة، وجئناك لتحسم المسألة، فقال للأوّل: وما هي قصتك؟ فروى له اعتراض صديقه عليه لأنّه أراد معس الحلزون، رغم أنّه يضرّ بالمزروعات، ولا بدّ من التخلص منه حفاظاً على الزرع. فقال المعلم: معك حقّ.

ثم بدأ الثاني برواية حجته، وما ان انتهى منها، حتى قال له المعلم: معك حق؟

وهنا بهت الراهب الثالث، واستغرب كلام معلمه الذي وافق على امرين هما على طرفي نقيض، وقال له: لا بدّ من أن يكون أحدها على حقّ، فلا يمكن أن يكونا معاً على حقّ، هنا: ابتسم المعلم، وقال: وأنت، أيضاً، معك حقّ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق