السبت، 24 نوفمبر 2018

حياة الأشياء

حياة كلّ شيء حيوات.
المفرد يتعدّد، بل كل مفرد هو ،عند التدبّر، جمع. هذا ما يدهشني في تلك الآية التي تتحدّث عن النعمة: ( وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها)، النعمة وهي في حالة الإفراد عصيّة على الحصر أو الإحصاء، ولو جاءت المفردة في صيغة الجمع لبهتت دلالاتها. واحيانا يستشهد بها أناس بسطاء، وهذا ما سمعته أكثر من مرّة، ولكن يستخدمون، عن غير قصد، صيغة الجمع، فسياقها العام جمعيّ يخدع الفم فينزلق الى استعمال النعم بدلا من النعمة.
ومن هذا المفرد المتعدّد رحت أترصّد هذه الآحاد التي تحمل دلالات الكثرة. وصرت أنظر إلى وظائف الشيء الواحد لا وظيفته، وأعتبر حصر الشيء أي شيء في وظيفة واحدة إنّما هو أسلوب أو طريقة تناهض طبيعة الأشياء.
لا يوجد شيء مهما تفه أو نبه له وظيفة واحدة .
تعدّد الشيء الواحد طبيعة الأشياء وطبيعة الحياة وطبيعة النعمة، وطبيعة المفردة.
التعدّد الدلاليّ للمفردة الواحدة أحد أيرار حيّوية اللغات.
قدر الحبّة أو تصير سنبلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق