السبت، 24 نوفمبر 2018

مقاطع من سيرة حياة أبي ياسر عبد الهادي


أشياء تعلّمتها من والدي (تغمّده الله برحمته الواسعة)
كنت قد نشرتها قبل رحيله الجارح.

عشت طوال عمري خارج #الأحزاب، ولم يبقَ، بالتأكيد، من #العمر أكثر ممّا مضى، ولن ألوّث ما تبقّى من العمر بأيّ انتماء سياسيّ. انتمائي الوحيد هو للكتب. 
لإن تعلّمت من #والدي شيئاً فهو أن أحبّ مهنتي، وأقضي العمر في الاهتمام بمهنتي.
ومن حسنات #والدي الكبرى أنّه لم يدخل بيت زعيم أو نصف زعيم أو ثلث زعيم أو ربع زعيم ولم تُلوّث يداه بتصفيق لأيّ زعيم.
عاش - رحمه البارىء تعالى- لنا ولثلاث حبّات: حبّة #الحمّص، وحبّة #الفول، وحبّة #الزيتون.
وإن كنت أضع بين وقت وآخر صورة #الحمص والفول ، فذلك لأنّي أرى في كل حبّة #حمّص وجه أبي، وفي كل حبّة #فول إخلاص أبي لعمله.
حبّة حمّص واحدة تعادل عندي كلّ #زعماء هذا البلد، وأفضل أن أعيش في ظلالها على أن أتسكع في بلاط فلان أو علان.
ومع كلّ كلمة أكتبها أتذكّر فضل #الحمص والفول على كلماتي، وعلى أسلوبي في #الكتابة.
أحببت في والدي البساطة، والطيبة، وحبّ العمل بشغف.
أحببت في والدي علاقته مع شجرة الزيتون، ولم أر أحدا يتعامل مع شجرة الزيتون بحنان، وحبّ، ويتعامل معها كما لو أنها إنسان يحب، ويفرح، ويحزن!
وأحبّ والدي حبّة الزيتون كرمى لعيني الحمّص والفول، ومن أجل تأمين زيت زيتون ليكون جزءا لا يتجزّا من مذاق الحمّص والفول الذي كان يحضره بأناقة ومهارة وجمال. ولم يخطر بباله أن يحتقر طبق الحمص أو الفول ويشوّه مذاقه بزيت لم يخرج من أحشاء حبّة الزيتون كما يفعل كثيرون.
فكان يرافق حبّة الزيتون من الغصن إلى المعصرة.
رحلت يا حبيبي في موسم قطاف الزيتون، موسم كان يأخذ وقتك صباحاً في القطف، وليلاً في المعصرة لتتأمّل كيف ينسكب الذهب السائل من حبّات الزيتون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق