( وأما أهل الصين
فمن أحذق خلق الله كفاً بنقش وصورة ، وكل عمل لا يتقدم فيه أحد ن سائر الأمم .
والرجل منهم يصنع بيده ما يقدر أن غيره يعجز عنه ، فيقصد به باب الملك يلتمس الجزاء
على لطيف ما ابتدع . فيأمر الملك بنصبه على بابه من وقته ذلك إلى سنة . فإن لم خرج
أحد فيه عيباً أجاز صانعه وأدخله في جملة صناعته ، وأن أخرج أحد فيه عيباً طرحه ولم
يجزه .
وأن رجلاً منهم صور سنبلة عليها عصفور في ثوب حرير ، لا يشك الناظر إليها أنها سنبلة سقط عليها عصفور . فبقي الثوب مدة ، وأنه اجتاز به رجل أحدب ، فعاب العمل ، فأدخل إلى الملك ، وأحضر صاحب العمل ، فسأل الأحدب عن العيب ، فقال : المتعارف عند الناس جميعاً أنه لا يقع عصفور على سنبلة إلاّ أمالها ، وصور هذا المصور السنبلة فنصبها قائمة لا ميل فيها ، وأثبت العصفور فوقها منتصباً ، فأخطأ . فصدق الأحدب ، ولم يثب صاحبها بشيء .
وأن رجلاً منهم صور سنبلة عليها عصفور في ثوب حرير ، لا يشك الناظر إليها أنها سنبلة سقط عليها عصفور . فبقي الثوب مدة ، وأنه اجتاز به رجل أحدب ، فعاب العمل ، فأدخل إلى الملك ، وأحضر صاحب العمل ، فسأل الأحدب عن العيب ، فقال : المتعارف عند الناس جميعاً أنه لا يقع عصفور على سنبلة إلاّ أمالها ، وصور هذا المصور السنبلة فنصبها قائمة لا ميل فيها ، وأثبت العصفور فوقها منتصباً ، فأخطأ . فصدق الأحدب ، ولم يثب صاحبها بشيء .
( المسعودي ، مروج الذهب ، دار الكتب العلمية
، الجزء الأول ، ص 148 ـ 149 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق