الأحد، 9 ديسمبر 2012

من شعر ايليا ابو ماضي

إنّي عرفت من الإنسان ما كانافلست أحمد بعد اليوم إنسانا
بلوته و هو مشتدّ القوى أسداصعب المراس و عند الضّعف ثعبانا
تعود الشّرّ حتّى لو نبت يدهعنه إلى الخير سهوا بات حسرانا
خفه قديرا و خفه لا اقتدار لهفالظّلم و الغدر إمّا عزّ أو هانا
ألقتيل ذنب شنيع غير مغتفرو القتل يغفره الإنسان أحيانا
أحلّ قتل نفوس السائمات لهو الطيّر و القتل قتل حيثما كانا
أذاق ذئب الفلا من غدره طرفافلا يزال مدى الأيام يقظانا
و نفّر الطير حتّى ما تلمّ بهإلاّ كما اعتادت الأحلام و سنانا
سروره في بكاء الأكثرين لهو حزنه أن ترى عيناه جذلانا
كأنّما المجد ربّ ليس يعطفهإلاّ إذا قدّم الأرواح قربانا
هو الذي سلب الدّنيا بشاشتهاوراح يملأها همّا و أحزانا
لا تصطفيه و إن أثقلته منّنايعدو عليك و إن أولاك شكرانا
قالوا ترّقى سليل الطّين قلت لهمألآن تمّ شقاء العالم الآنا
إنّ الحديد إذا ما لان صار مدىفكن على حذر منه إذا لانا
و المرء وحش و لكن حسن صورتهأنسى بلاياه من سمّاه إنسانا
قد حارب الدّين خوفا من زواجرهكأنّ بين الورى و الدّين عدوانا
ورام يهدم ما الرحمن شيّدهو ليس ما شيّد الرّحمن بنيانا
إنّي ليأخذني من أمره عجبأكلّما زاد علما زاد كفرانا ؟
و كلّما انقادت الدّنيا و صار لهزمامها انقاد للآثام طغيانا ؟
يرجو الكمال من الدّنيا و كيف لهنيل الكمال من الدّنيا و ما دانا ؟
إذا ارتدى المرء ما في الأرض من بردو عاف للدّين بردا عاد عريانا
هو الحياة التي ما غادرت جسداإلاّ اغتدى الميت أحيامنه وجدانا
و هو الضّياء الذي يمحو الظّلام فمنلا يهتدي بسناه ظلّ حيرانا
و المنهل الرائق العذب الورود فمنلا يسقي منه دام الدّهر عطشانا
ليس المبذّر من يقلي دراهمهإنّ المبذّر من للدّين ما صانا
ليس الكفيف الذي أمسى بلا بصرإنّي أرى من ذوي الأبصار عميانا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق