| أيّها العَاتِبُ الذي لَيسَ يَرْضَى، | نَمْ هَنِيئاً، فَلَسْتُ أُطْعَمُ غَمضَا |
| إنّ لي مِنْ هَوَاكَ وَجْداً قَدِ اسْتَهـ | ـلَكَ نَوْمِي، وَمَضْجِعاً قَدْ أقَضّا |
| فَجَفُوني في عَبرَةٍ لَيسَ تَرْقَا، | وَفُؤَادِي في لَوْعَةٍ مَا تَقَضّى |
| يَا قَلِيلَ الإنصَافِ كَمْ أقتَضِي عِنْـ | ـدَكَ وَعْداً، إنجازُهُ لَيسَ يُقْضَى |
| فأجِزني بالوَصْلِ، إنْ كَانَ دينا | وأثِبْنِي بالحُبّ إنْ كَانَ قَرْضَا |
| بأبي شادِنٌ تَعَلّقَ قَلْبي | بجُفُونٍ فَوَاتِرِ اللّحْظِ، مَرْضَى |
| غَرّني حُبُّهُ، فأصْبَحْتُ أُبْدِي | مِنْهُ بَعْضاً، وأكتُمُ النّاسَ بَعْضَا |
| لَسْتُ أنْساهُ إذْ بَدَاً مِنْ قَرِيبٍ، | يَتَثَنّى تَثَنّيَ الغُصْنِ غَضّا |
| واعْتِذَارِي إلَيْهِ، حَتّى تَجَافَى | ليَ عَنْ بَعْضِ مَا أتَيْتُ، وأغْضَى |
| وَاعْتِلاَقِي تُفّاحَ خَدّيهِ تَقْبِيـ | ـلاً، وَلَثماً طَوْراً، وَشَمّاً، وَعَضّا |
| أيّها الرّاغِبُ الّذي طَلَبَ الجُو | دَ فأبْلَى كُومَ المَطَايَا، وأنْضَى |
| رِدْ حِيَاضَ الإمَامِ، تَلقَ نَوَالاً، | يَسَعُ الرّاغِبِينَ طُولاً وَعَرْضا |
| فَهُنَاكَ العَطَاءُ جَزْلاً لِمَنْ رَا | مَ جَزِيلَ العَطَاءِ والجُودِ مَحْضا |
| هُوَ أنْدَى مِنَ الغَمَامِ، وأوْفَى | وَقعَاتٍ مِنَ الحُسَامِ، وأمْضَى |
| دَبّرَ المُلْكَ بِالسَّدَادِ، فَإبْرَا | ماً صَلاَحُ الإسْلامِ فيهِ، وَنَقْضَا |
| يَتَوَخّى الإحْسَانَ قَوْلاً وَفِعْلاً، | وَيُطيعُ الإلَهَ بَسْطاً وَقَبْضا |
| وإذا مَا تَشَنّعَتْ حَوْمَهُ الحَرْ | بُ، وَكَانَ المَقَامُ بالقَوْمِ دَحْضا |
| وَرَأيْتَ الجِيَادَ تَحْتَ مَثَارِ الـ | ـنّقعِ يَنْهَضْنَ بالفَوَارِسِ نَهْضا |
| غَشِيَ الدّارِعِينَ ضَرْباً هَذَاذَيْـ | ـكَ، وَطَعْناً يُوَرعُ الخَيلَ وَخْضَا |
| فَضَّلَ اللهُ جَعْفَراً بِخِلالٍ | جَعَلَتْ حُبَّهُ عَلَى النَّاسِ فَرْضَا |
| يا ابنَ عَمّ النّبيّ حَقّاً، وَيَا أزْ | كَى قُرَيشٍ نَفساً، وَديناً، وعِرْضا |
| بِنْتَ بِالفَضْلِ والعُلُوّ فأصْبَحْـ | ـتَ سَمَاءً، وأصْبَحَ النّاسُ أرْضَا |
| وأرَى المَجْدَ بَيْنَ عَارِفَةٍ مِنْـ | ـكَ تُرَجَّى، وَعَزْمَةٍ مِنكَ تُمْضَى |
الثلاثاء، 23 يوليو 2013
من غزل البحتري
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق