الاثنين، 27 يناير 2014

قصيدة يتيمة الدهر

هـل بالطلـول لسائـل ٍ ردّ

أم هل لهـا بتكلّـم ٍ عهـدُ ؟

دَرَس الجديدُ ، جديدُ معهدها

فكأنمـا هـي ريطـة جـردُ

من طول ما تبكي الغيوم على

عَرَصاتِهـا ويقهقـه الرعـدُ

وتلُـثُّ ساريـةٌ وغـاديـةٌ

ويكرُّ نحـسٌ خلفـه سعـدُ

تلقـاءَ شامـيـةٍ يمانـيـة

لهـا بمـورِ ترابهـا سَـردُ

فكست بواطنهـا ظواهرهـا

نـوراً كـأن زهـاءه بــرد

فوقفت أسألها ، وليس بهـا

إلا المهـا ونقانـق رُبــد

فتبادرت درر الشؤون علـى

خـدّي كمـا يتناثـر العقـد

لهفي على دعد وما خلقـت

إلا لطـول تلهفـي دعــدُ

بيضاء قد لبس الأديـم بهـا

ء الحسُن ، فهو لجِلدها جِلد

ويزينُ فوديهـا إذا حسـرت

ضافي الغدائـر فاحـمٌ جَعـد

فالوجه مثل الصبح مُبيـضٌّ

والشعر مثل الليـل مسـودُّ

ضدّانِ لما استجمعـا حسُنـا

والضدُّ يظهر حُسنـه الضـدُ

فكأنهـا وسنَـانُ إذا نظـرَتْ

أو مدنـف لمَّـا يُفِـق بعـد

بفتور عين ٍ مـا بهـا رمَـدٌ

وبها تُداوى الأعيـن الرمـدُ

وتُريـك عِرنيـنـاً يزيّـنـه

شَمَـمٌ وخَـدَّاً لونُـهُ الـورد

وتجيل مسواكَ الأراك علـى

رَتلٍ كـأن رُضابـه الشَهـدُ

والجيد منهـا جيـدُ جازئـة

تعطو إذا ما طالهـا المـرْد

وامتدّ من أعضادهـا قصـبٌ

فَعـمٌ زهتـه مَـرافـق دُرْد

والصدر منهـا قـد يزينـه

نهدٌ كحـق العـاج إذ يبـدو

والمعصمان، فما يرى لهمـا

من نعمـة وبضاضـة زنـد

ولهـا بنـان لـو أردت لـه

عقـداً بكفـك أمكـن العقـد

وكأنمـا سقيـت ترائبـهـا

والنحر ماء الورد إذا تبـدوا

وبصدرها حقـان خللتهمـا

كافورتيـن علاهـمـا نــد

والبطن مطوي كمـا طويـت

بيض الرياط يصونها الملـد

وبخصرهـا هيـف يزيـنـه

فـإذا تنـوء يكـاد ينـقـد

فقيامُها مثنـى إذا نهضـت

مـن ثقلـه وقعودهـا فَـرد

والسـاق خَرعبـة منعّمـةٌ

عَبِلتْ فطَوق الحَجـل منسـدّ

والكَعـب أدرمُ لا يبيـن لـه

حَجم وليـس لرأسـه حَـدُّ

ومشت على قدمين خُصرَتـا

وألينتـا، فتكـامـل الـقـدّ

ما عابهـا طـول ولا قِصَـر

في خلقها ، فقوامهـا قصـد

إن لم يكن وصل لديـك لنـا

يشفي الصبابة ، فليكن وعْدُ

قد كان أورق وصلكم زمنـا

فذوى الوصال وأورق الصَّـدُ

لله أشـواقـي إذا نـزحَـتْ

دارٌ لكم ، ونـأى بكـم بُعـدُ

إن تُتْهمي فتهامـةٌ وطنـي

أو تُنْجدي ، إنَّ الهوى نَجْـدُ

وزعمت أنك تُضْمريـن لنـا

وُدّاً ، فهـلاّ ينفـع الـودُّ !

وإذا المحب شكا الصدودَ ولم

يُعْطَف عليـه فقتلُـه عَمْـدُ

نختصُّها بالود ، وهي علـى

مالا نحب ، فهكـذا الوجـد

أو ما ترى طمـريَّ بينهمـا

رجـل ألـحّ بهزلـه الجـد

فالسيف يقطع وهو ذو صدءٍ

والنصل يعلو الهام لا الغمـد

هل تنفعـن السيـف حليتـه

يوم الجلاد إذا نبـا الحـد ؟

ولقد علمـتُ بأننـي رجـلٌ

في الصالحاتِ أروحُ أو أغدو

سلمٌ على الأدنـى ومرحمـةٌ

وعلى الحوادث هـادن جَلـدُ

متجلبب ثوب العفـاف وقـد

غفل الرقيب وأمكـن الـوِردُ

ومجانبٌ فعل القبيح ، وقـد

وصل الحبيب ، وساعد السعد

منـع المطامـع أن تثلّمنـي

أنيّ لمِعولِهـا صفـاً صلـدُ

فـأروحُ حُـراً مـن مذلّتهـا

والحرُّ حيـن يطيعهـا عَبـدُ

آليـت أمـدح مُقرِفـاً أبـداً

يبقى المديـح وينفـد الرفـدُ

هيهات ، يأبى ذاك لي سلفٌ

خمدوا ولم يخمد لهـم مجـد

فالجَدُّ كِندة والبنـون همـو

فزكا البنون وأنجـب الجـدُّ

فلئن قفوت جميـل فعلهمـو

بذميم ِ فعلي ، إننـي وغـدُ

أجمل إذا حاولت فـي طلـبٍ

فالجِدُ يغنـي عنـك لا الجَـدُّ

وإذا صبـرت لجهـد نازلـةٍ

فكأنـه مـا مسـك الجهـدُ

ليكن لديـكِ لسائـل ٍ فرجٌـا

إن لم يكن.. فليحسـن الـردُّ

وطريد ليـل ساقَـه سَغَـبٌ

وَهْنـاً إلـيَّ وقـادَه بَــرْد

أوسعتُ جُهدَ بشاشة وقِـرى

وعلى الكريم لضيفه الجُهـد

فتصـرّمَ المثُنـي ومنـزلـه

رَحْبٌ لـديّ وعيشـه رَغْـد

ثـم اغتـدى ورداؤه نـعَـمٌ

أسأرتُهـا وردائـي الحمـد

يا ليت شِعـري بعـد ذالكُـمُ

ومصيـرُ كـلّ مؤمـلٍ لحـد

أصريعُ كَلْمٍ أم صريـع ضَنـاً

أودَى فليس من الـرَدى بُـدّ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق