الخميس، 19 نوفمبر 2015

الوئام بين الطعام والكلام

مؤمن بالعلاقة الحميمة بين الكلام والطعام، ولا أجد كبير فرق بين العالمين، وجزء من اهتمامي هو لملمة خيوط هذه العلاقة.
البعض يستغرب حين أقول له: الأكل مثل الحكي.
يظنّ اني أتفلسف، أو أحكي لمجرّد الحكي، وتعجبني كثيرا ردود فعل عيون الناس، حيث الاستغراب يلعب بحجم الحدقة.
ولكن أبدأ بتعليل هذه العلاقة من الفم.
فلولا الفم لمات الناس من الجوع، ولولا الفم لما نبس الانسان ببنت شفة.
فالفم معبر للطعام الداخل، والكلام الخارج.
ثمّ أقفز إلى مسألة أخرى، وهي السفرة ( السفرة، السفر بمعنى الرحلة والسِّفْر بمعنى الكتاب) العامرة باطايب الطعام تسمّى مأدبة، والكلام بعد ان يطيّب ويبهّر يسمى أدبا.
والأدب والمأدبة من رحم واحد. فكلاهما من جذر " أ.د.ب".
ومن حسن حظّ الإنسان انهما أي الطعام والكلام ليسا على غرار الإخوة الأعداء، فهما ليسا من عشّاق قطع الأرحام.
ولن أزيد أكثر عن العلاقة بينهما، ولكن اللغة العربية واللغات الأخرى لا يبخلون عليّ بالشواهد لترسيخ هذه العلاقة.
وعن وجه الشبه بين الاثنين ، وهو وجه شبه اغلب الاحيان ، محذوف، أو متوارٍ، أبحث، وأنا أقرأ في كتب الطبخ أو كتب النقد على السواء.
وفي كتابي أربع مقالات عن العلاقة بين الطعام والكلام من جوانب مختلفة أو من وجهات نظر مختلفة.
والاشياء تتغير بتغير جهات النظر.
والآن اكتب مقالا عن نظرية التناصّ ، ونظرية الأطراس palimpsestes ووجه شبهها مع حبّة القضامة بالسكّر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق