تكمن في الدراسات اللغوية العربية فكرة لا نعطيها حقها من الانتباه. أبدأ من سؤال: هل اللغة العربيّة تحبّ التنبلة؟ الأ يفترض بنا ان ننصت بكل جوارحنا الى ما تقوله لنا اللغة؟ ان اللغة اي لغة لا تخلو من حكمة نفخها الناطقون كالروح في جسدها. العربية صرف ونحو. ويعتبر ابن جني ان الصرف اهم من النحو. والصرف ذو ليونة شديدة تشبه ليونة جسد ولد صغير او لاعب العاب الخفّة. ما الذي يقوله الصرف؟ الصرف يقوم على صيغ واوزان؟ اي الجذر الواحد يوضع في قوالب وزنية عديدة فتخرج كلمات كثيرة بحسب الرغبة. ولكن الاوزان لها اسماء " فاعل" ، " مفعول"، منفعل" متفاعل الخ. واذا جئنا ايضا الى اوزان الشعر نلحظ ايضا ان لها شبها مع الاوزان الصرفية، وهو انه يجمعهما جذر واحد. كان من الممكن ان يختار النحاة واللغويون والعروضيّون جذرا واحدا، ولكنهم اجمعوا على اختيار جذر واحد هو " فعل". لقد اختاروا جذرا جميلا يدلّ على الفعل لا على التنبلة. فعل يدل على الفعل. وفي هذا دلالات رائعة. لقد قرّروا ان تكون العربية لغة فاعلة، حيّة، شغّيلة، مكافحة. وفي النحو كلمة العوامل مفردها عامل اي العنل الذي تقوم به العلاقات بين المفردات فتنصل وترفع وتخفض. سؤالي التالي: لغتنا تحمّي على الفعل وترغّب في العمل، فمن اين جاءنا هذا الولع بالكسل، وهذه الرغبة في التواكل؟ كيف نتحوّل من امة اوزانها فاعلة الى امة خاملة لا وزن لها بين الأمم؟ امة همّها الاستهلاك والافتخار بذلك فنفخر بسيارة ليست من صنعنا، ولباس ليس من تفضيلنا، وهاتف مستورد، وتلفزيون مستورد؟ عودوا الى لغتكم ، اقصد عودوا الى رشدكم واستعينوا على قضاء حاجاتكم بما تقوله لغتنا لنا في اوزانها واتزانها؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق