تبيح
الأقدار لنفسها استخدام كلّ الوسائل لتغيير المصائر، واستعمال كلّ العواطف: الحب،
الكره، الحقد، التسامح، الرفق، العنف، الرفعة، الدناءة…
ما يلفت نظري هو ان الاقدار تتخذ
من الحبّ مطية لتغيير المصائر وتحويل مسارات الناس: مثلاً قد تجد شخصاً من عائلة
غنية جدا يقع واقول " يقع " في
حبّ فتاة من عائلة فقيرة جدا أو " يسقط"، كما في اللغة الفرنسية، عاشقاً "tomber amoureux"
لفتاة من طبقة معدمة. هنا يحصل تغيير غير متوقّع في حياة العائلة الفقيرة، تغيير
يشرف على انجاز تفاصيله الدقيقة " قدر محنّك"، تغيير بمثابة منعطف حادّ ما
كان، ربّما، في وارد العائلة. ماذا يكون الحبّ، هنا، غير لعبة سارّة وسرّية من عمل الأقدار؟
وقد يكون الكسل والاجتهاد من وسائل
تغيير المصائر. ألا يغيّر كسل الغنيّ مصير الغنى؟ إنّ القدر لا يكفّ عن استخدام اي
وسيلة لتوزيع الأدوار على مسرح الزمن الدوّار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق