توّفي والدي وكان وحيدا بين شقيقتين، ودفن في القرية.
حزنت عمّتي جدا فهو الحيلة والفتيلة، وكانت مقبرة الضيعة قريبة من بيت عمّتي والطريق العام في وسط الضيعة.
كانت عمتي تعبر الشارع المحاذي للمقبرة فتتذكر شقيقها وتحكي مع اخيها وتقول له: اشتقتلك يا اخي وترسل له الرحمات.
خطر ببالي، يقول لي صديقي، ان امزح مع عمتي، ذات ليل، فاختبأت وراء #الضريح منتظرا مرورها وكنت اعرف انها ستمرّ هذه الليلة، ولن تغيّر عادتها في مخاطبة اخيها، وما ان مرّت وخاطبت جثمان والدي، حتّى أجبتها بصوت مسموع في سكينة الليل: وأنا كمان يا اختي مشتقلك، وجايي ع بالي شوفك، تعي لعندي.
ما ان رنت كلماتي في اذنها حتّى ولّت مسرعة إلى بيتها، وهي ترتجف من رغبة اخيها الماورائية، وصارت تمرّ مهرولة من جانب المقبرة دون ان تنبس ببنت شفة، رحمها الله، مخافة أن ينبس أخوها الراحل بكلمة تطيّر ما بقي لها من صواب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق