الفِهْرِنْت
Webographie
مفردات اللغة أشكال ألوان. وهناك نمط من المفردات كبعض الأفراد تمتاز بالهجنة، وأقصد بالمفردات الهجينة الكلمات التي تكون على غرار الاولاد الذين يأتون من زواج مختلط، كأن تكون الأم فرنسية مسيحية مثلاً، والأب هندي سيخيّ، أو صيني بوذيّ. في اللغة كلمات لها هذه الطبيعة الهجينة. ولا تخلو لغة من اللغات من هذا الاختلاط في النسب، وهو اختلاط ضروريّ لتعيش اللغة. اللغة كالناس ليس في مكنتها الاكتفاء الذاتيّ على كلّ الصعد، فالحضارات لا تحبّ الاكتفاء الذاتيّ لأنّه، في التعمّق، يكون سبباً لضعفها أو مقتلها، لإأغلب الحضارات الكبرى ما انتعشت الاّ ذاقت حلاوة الاختلاط، من يمكنه الزعم أنّ الولايات المتحدة الاميركية وهي الدولة الأعظم، اليوم، تتمتّع باكتفاء ذاتيّ؟ والكلمات الهجينة كلمات جميلة وطريفة وتستحقّ معجماً خاصاً بها يلقي الضوء على طريقة ولادتها وسيرة حياتها، وتقلّبها في البلدان.
ومن هذه الكلمات كلمة جديدة
دخلت المعجم الفرنسيّ. كنت اقرأ في كتاب فرنسي فلفتت نظري كلمة webographie وهي كلمة لم
يسبق لي ان قرأتها او سمعتها، وهي من المفردات الحديثة التي خرجت من رحم الشبكة
العنكبوتية. هي فرنسية ولكنها ليست فرنسية تماماً، فالشقّ الاول منها web هو من كلمة web الانكليزية،
ولكنها صيغت على غرار كلمة bibliographie. اي المراجع والمصادر التي يستعين بها كاتب ما لإنجاز بحثه،
ولكنها هنا ليست مراجع كتبية وانما مراجع انترنتية تحيل الى المواقع التي اعتمد
عليها كاتب ما.
تساءلت: هل يمكن ترجمة
الكلمة الفرنسية " webographie " الى "فهرنت"، وهي من وحي كلمة "فهرست"
العربية ولكنها ذات أصول غير عربية، وفي
" فهرنت" تم ادخال الإنترنت
وذلك عن طريق اخذ المقطع الأخير "النت" الذي يستعمل للدلالة على
الانترنت. والنت لا يختلف عن آخر حرفين في الفهرست الا بالسين "الست/النت"
وعليه : الفهرست = الفهرنت ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق