ثمّة عبارة استعملها في ما يخصّ كل ما اقوله او
اكتبه. وهي اعتراف منّي لا يقبل النكران، وهي التالية:" كلّ نصّ تتوّسطه قاف"،
واقصد بها ان النقص سنّة النصوص وسنّة البشر. كل من لا يعترف بنقصه يكون عنده فائض
في النقص. ولقد خطرت ببالي هذ العبارة من
اول سنة تعليم جامعي إذ بدأت التعليم الجامعيّ بمادّة جميلة جدّا هي تحليل النصوص
عام 1994-1995 . وكانت كلمة نصّ بحكم اسم المادّة من الكلمات الكثيرة الدوران على
لساني. ومع الوقت قفزت القاف إلى رأسي طالبة مني إيجاد مكانة لها. فقلت لها: على
العين والرأس، فخير الأمور أوساطها لهذا اقترح عليك انت تقعدي في المقعد الوسط بين
النون والصاد. وهكذا تم اكتشاف سحر القاف، وهو حرف يرافق كل حرف اكتبه. والدليل اني
ما كتبت جملة الا غيرتها في اليوم التالي. فكل نصوصي غير ثابتة، مع كل فرصة لقاء
جديد معها تطل القاف برأسها، فاكتشف نقصا هنا، او شائبة هناك، أو ما يستحق الحذف
هنالك. ولعل هذا ما افهمه من عبارة "النص المفتوح".
وهكذا صرت أكتب النص بهذه الطريقة نـ(قـ)ص دامجا بينه وبين النقص..
حين أنهيت أطروحتي للدكتوراه لم أجد أفضل من نصّ عماد الدين الاصفهاني أبتدىء بها صفحات رسالتي، ونصّه يقول:
ولو زِيدَ كذا لكان يستحسنُ،
ولو قُدِمَ هذا لكان أفضَلُ،
ولو تُرِكَ هذا لكان أجملُ.
وهذا من أعطم العِبَر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر".
وهكذا صرت أكتب النص بهذه الطريقة نـ(قـ)ص دامجا بينه وبين النقص..
حين أنهيت أطروحتي للدكتوراه لم أجد أفضل من نصّ عماد الدين الاصفهاني أبتدىء بها صفحات رسالتي، ونصّه يقول:
إني رأيتُ أنه لا يكتبُ إنسانٌ كتاباً في يومِهِ إلاّ
قال في غَدِهِ :
لو غُيِّرَ هذا لكان أحسنُ، ولو زِيدَ كذا لكان يستحسنُ،
ولو قُدِمَ هذا لكان أفضَلُ،
ولو تُرِكَ هذا لكان أجملُ.
وهذا من أعطم العِبَر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر".
والنقص نعمة من الله لا يعرفها الا الحالمون
العاملون. كلّ ما يكتبه الانسان ليس أكثر من مسوّدة لا يتيح له العمر القصير
تبييضها كاملة، البعض يبيض كلمة، والبعض الآخر يبيض جملة، والبعض الثالث لا يسمح له
عمره الا بتصحيح صفحة واحدة. وثمّة أناس لا يسمح لهم وقتهم الرخيص بتبييض ما
يكتبون.
كل الناس أهلّة لا تصل الى مرحلة البلوغ أو
البدور.
وكنت قد كتبت عبارة على دفتر يومياتي قد يكون المكان
هنا يليق بدلالتها، وهي:"لا اعرف ما أعرف، ويلذّني أن أعرف انني لا اعرف ما
أعرف".الجملة وليدة علاقتي بلسان العرب لابن منظور، المعجم العربي الموسوعي اللذيذ.
لكم اكتشفت وانا اتجول في صفحاته العذاب اني لا اعرف من الكلمات التي اعرفها الا
شعرة من فروة رأسها.هذا عمّا أعرف فما بالك بما لا
اعرف؟
ديسمبر 2nd, 2010 at 9:38 م
اتمنى أن نتواصل اخي.
ولك مني بالغ الاحترام، وألقِ نظرة على مدوّنتي الصغيرة.