خيط
السبحة متواضع لا يحبّ الظهور، يتوارى في ثقوب حبّات السبحة العاجيّة أو المرجانيّة
او العقيقيّة أو ما تيسّر من حبّات اليسر. ترى حامل السبحة فخوراً بحبّات سبحته،
يطقطقها، يداعب ملاستها وبشرتها، يمرّر حبّاتها حبّة حبّة من بين أصابعه الورعة أو
المتوترة. نادراً ما يلتفت حامل السبحة إلى شكر الخيط أو الاعتراف بجميله
الخفيّ على لمّ شمل الحبّات.
فقط،
فقط، حين ينقطع الخيط يعرف أنّ السبحة لم تعد سبحة، مجرّد حبات مبعثرة، منثورة،
بلا روح.
الخيط
روح السبحة، ومن فضائل الروح عدم حبّها للظهور.
السبحة
دون خيط ليست سبحة، إنّها جثّة مقطعة الأوصال.
خيط
السبحة لا قيمة له ولكن الحبّات ذات القيمة لا تكتسب قيمتها إلاّ ممّا لا قيمة له.
للظلّ فضل على الضوء يعرفه كلّ من يمارس فنّ الرسم
أو فنّ التصوير. ولا أظنّ أنّ الضوء ينكر جميل الظلّ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق