القرّاء
أنواع، وهذا طبيعيّ، لا أحادية في العالم. ولكن أريد أن أتكلّم على نوع من القراء
وهو الذي يحبّ كاتباً ما، يهيم بأسلوبه، يفتن بأفكاره وأسلوبه التعبيريّ فيكفّ عن
قراءة مؤلفات من يحبّ لأنّ الوقت لا يسمح له بمتابعة أعماله، ينشغل بمعرفة
تفاصيل حياة الكاتب الذي يحبّ. كيف يكتب؟ متى يكتب؟ وأين يكتب؟ أيّ قلم يستعمل؟ وأيّ
ورق يفضّل؟ هل كتابته نهارية أم ليلية أم لا تبالي بالأوقات؟ ماذا يحبّ من المآكل؟
متى ينام؟ متى يستيقظ؟ لا يكفّ عن تناول كلّ تفصيل من تفاصيل أديبه المحبوب. وحين
تستعلم منه عن كتابات أديبه تراه قد نسي محتويات كتب أديبه المفضّل؟ لأنه استغرق
كلّ حياته في الرجل لا في الكاتب.
تنتبه
إلى أنّه خبير في الكاتب لا فيما كتب.
ليس
بالضرورة أن تكون سيرة حياة الكاتب سيرة أدب الكاتب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق