أخي ! إنْ ضَجَّ بعدَ الحربِ غَرْبِيٌّ بأعمالِهْ
| |
وقَدَّسَ ذِكْرَ مَنْ ماتوا وعَظَّمَ بَطْشَ أبطالِهْ
| |
فلا تهزجْ لمن سادوا ولا تشمتْ بِمَنْ دَانَا
| |
بل اركعْ صامتاً مثلي بقلبٍ خاشِعٍ دامٍ
| |
لنبكي حَظَّ موتانا
| |
***
| |
أخي ! إنْ عادَ بعدَ الحربِ جُنديٌّ لأوطانِهْ
| |
وألقى جسمَهُ المنهوكَ في أحضانِ خِلاّنِهْ
| |
فلا تطلبْ إذا ما عُدْتَ للأوطانِ خلاّنَا
| |
لأنَّ الجوعَ لم يتركْ لنا صَحْبَاً نناجيهم
| |
سوى أشْبَاح مَوْتَانا
| |
***
| |
أخي ! إنْ عادَ يحرث أرضَهُ الفَلاّحُ أو يزرَعْ
| |
ويبني بعدَ طُولِ الهَجْرِ كُوخَاً هَدَّهُ المِدْفَعْ
| |
فقد جَفَّتْ سَوَاقِينا وَهَدَّ الذّلُّ مَأْوَانا
| |
ولم يتركْ لنا الأعداءُ غَرْسَاً في أراضِينا
| |
سوى أجْيَاف مَوْتَانا
| |
***
| |
أخي ! قد تَمَّ ما لو لم نَشَأْهُ نَحْنُ مَا تَمَّا
| |
وقد عَمَّ البلاءُ ولو أَرَدْنَا نَحْنُ مَا عَمَّا
| |
فلا تندبْ فأُذْن الغير ِ لا تُصْغِي لِشَكْوَانَا
| |
بل اتبعني لنحفر خندقاً بالرفْشِ والمِعْوَل
| |
نواري فيه مَوْتَانَا
| |
***
| |
أخي ! مَنْ نحنُ ؟ لا وَطَنٌ ولا أَهْلٌ ولا جَارُ
| |
إذا نِمْنَا ، إذا قُمْنَا رِدَانَا الخِزْيُ والعَارُ
| |
لقد خَمَّتْ بنا الدنيا كما خَمَّتْ بِمَوْتَانَا
| |
فهات الرّفْشَ وأتبعني لنحفر خندقاً آخَر
| |
نُوَارِي فيه أَحَيَانَا
|
السبت، 26 يناير 2013
قصيدة "اخي" لميخائيل نعيمة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق