كان جدّ والدي لأمّه الحاج محمود الحارس
المعروف بالكراكيزي أحد الشخصيات التي اشتغلت بمسرح خيال الظلّ. وكنت اتجول في فضاء
الانترنت فوجدت هذا النص عنه فأحببت أن ادرجه في مدوّنتي. والمدرج هنا من الاشياء
التي رواها لي أبي عن جدّه.
كان أمير الكراكوزاتية في ذلك العصر الحاج محمود الكراكيزي، فقد كان نابغة في هذا المضمار، اديباً وناقداً حاضر النكتة، يحفظ عشرات الألوف من ابيات الشعر والأقوال المأثورة والأمثال الشائعة.
ابطال خيمة كراكوز
وكان يستعمل ابطال خيمته الذين يشكلون في الواقع المجتمع وما فيه من تناقضات في التقاليد والعادات، وينتقد بواسطتهم الحكام وما يمارسونه من ظلم وتجاوزات بأسلوب طريف مبتكر.
وكانت خيمة كراكوز عبارة عن شاشة صغيرة لا تتعدى المتر المربع الواحد، يضع وراءها الشموع، بشكل يتيح ابراز خيالات ابطال خيمته المصنوعة من الجلد أو الكرتون.
واشهر ابطال الخيمة هم كركوز ويمثل دور القبضاي عيواظ ذلك الوجيه الاديب الفصيح، المدلل شاب لعوب عابث، بكر المصطفى الرجل السكير الجاهل، طرمان يمثل السلطة، أما أبو ينطوبو فهو اليهودي الجشع المحتال الذي يأكل أموال الناس.
كان للحاج محمود معه صولات وجولات، فكثيراً ما كان ينتقد اليهود ويتناول اعمالهم بالتجريح والتسفيه عن طريق ابو ينطوبو، حتى أن الحاج محمود تعرض للضرب من قبل بعض اليهود، عندما كان يذهب الى فلسطين لإقامة بعض الحفلات هناك. وما يدعو للدهشة ان الحاج محمود كان وحده يدير المحاورات التي تجري بين ابطال الخيمة، فيقلد اصواتهم واحداً واحداً بشكل لا يمكن لانسان ان يعتقد إلا أن وراء الخيمة اشخاصاً عدة يتحاورون كل بلهجته.
وكان الحاج محمود يروي قصصاً خيالية يمثل وقائعها وأبطال خيمته ويحركهم بدوره حسبما تتطلبه القصة.
وغالباً ما تكون القصة مضحكة ذات مغزى، وقد يتطرق إلى انتقاد حاكم المدينة بطريقته الخاصة فيقدم مشهداً لعربدته وظلمه.
وكان المدلل أكثر أبطال الخيمة شعبية لدى الجمهور، لصغر سنه وخفة روحه وسرعة جوابه، وكثيراً ما كان الكركوزاتي يستغل هذه العاطفة فلا يقدمه على الشاشة ليلة وليلتين وثلاثاً… فيضج عشاق المدلل ويسألون الحاج عن سبب غيابه، فيجيبهم بأنه مريض وبحاجة إلى بعض التغذية.
وفي اليوم التالي تنهال على الكركوزاتي شرائح اللحم والحلويات والفواكه والخضار… لتغذية المدلل.
وفي المساء يظهر المدلل على الشاشة، معصباً رأسه يتوكأ على عصا ولا ينسى ان يشكر أولاد الحلال الذين ساعدوه على استرجاع عافيته.
الكراكوزاتي
كان أمير الكراكوزاتية في ذلك العصر الحاج محمود الكراكيزي، فقد كان نابغة في هذا المضمار، اديباً وناقداً حاضر النكتة، يحفظ عشرات الألوف من ابيات الشعر والأقوال المأثورة والأمثال الشائعة.
ابطال خيمة كراكوز
وكان يستعمل ابطال خيمته الذين يشكلون في الواقع المجتمع وما فيه من تناقضات في التقاليد والعادات، وينتقد بواسطتهم الحكام وما يمارسونه من ظلم وتجاوزات بأسلوب طريف مبتكر.
وكانت خيمة كراكوز عبارة عن شاشة صغيرة لا تتعدى المتر المربع الواحد، يضع وراءها الشموع، بشكل يتيح ابراز خيالات ابطال خيمته المصنوعة من الجلد أو الكرتون.
واشهر ابطال الخيمة هم كركوز ويمثل دور القبضاي عيواظ ذلك الوجيه الاديب الفصيح، المدلل شاب لعوب عابث، بكر المصطفى الرجل السكير الجاهل، طرمان يمثل السلطة، أما أبو ينطوبو فهو اليهودي الجشع المحتال الذي يأكل أموال الناس.
كان للحاج محمود معه صولات وجولات، فكثيراً ما كان ينتقد اليهود ويتناول اعمالهم بالتجريح والتسفيه عن طريق ابو ينطوبو، حتى أن الحاج محمود تعرض للضرب من قبل بعض اليهود، عندما كان يذهب الى فلسطين لإقامة بعض الحفلات هناك. وما يدعو للدهشة ان الحاج محمود كان وحده يدير المحاورات التي تجري بين ابطال الخيمة، فيقلد اصواتهم واحداً واحداً بشكل لا يمكن لانسان ان يعتقد إلا أن وراء الخيمة اشخاصاً عدة يتحاورون كل بلهجته.
وكان الحاج محمود يروي قصصاً خيالية يمثل وقائعها وأبطال خيمته ويحركهم بدوره حسبما تتطلبه القصة.
وغالباً ما تكون القصة مضحكة ذات مغزى، وقد يتطرق إلى انتقاد حاكم المدينة بطريقته الخاصة فيقدم مشهداً لعربدته وظلمه.
وكان المدلل أكثر أبطال الخيمة شعبية لدى الجمهور، لصغر سنه وخفة روحه وسرعة جوابه، وكثيراً ما كان الكركوزاتي يستغل هذه العاطفة فلا يقدمه على الشاشة ليلة وليلتين وثلاثاً… فيضج عشاق المدلل ويسألون الحاج عن سبب غيابه، فيجيبهم بأنه مريض وبحاجة إلى بعض التغذية.
وفي اليوم التالي تنهال على الكركوزاتي شرائح اللحم والحلويات والفواكه والخضار… لتغذية المدلل.
وفي المساء يظهر المدلل على الشاشة، معصباً رأسه يتوكأ على عصا ولا ينسى ان يشكر أولاد الحلال الذين ساعدوه على استرجاع عافيته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق