وجدير بالذكر أن الركن المخصص لكتب مشروع "كلمة" للترجمة ضمن جناح هيئة أبوظبي للثقافة والتراث يضم أكثر من 500 عنوان تمت ترجمتها عن مختلف الثقافات واللغات العالمية، وقد شهدت الكتب إقبالاً واسعاً من قبل مرتادي المعرض من مختلف الشرائح الذين أبدوا إعجابهم الشديد بإنجازات المشروع وتنوع إصدارته.
يتألف الكتاب الجديد - الذي يعتبر موسوعة بحثية تجمع لغات العالم في دراسة واحدة - من تسعة فصول و مقدمة تمهيدية، ويدور النقاش في هذا الكتاب عن المجموعات اللغوية على مستوى العالم أو ما أسماه المؤلف بظاهرة التكوكب اللغوي الكوني التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من النظام العالمي، وبما ينطوي عليه ذلك من أن المجموعات اللغوية تعد ظاهرة اجتماعية عالية الخصوصية يمكن فهمها في ضوء نظريات العلوم الاجتماعية، وهذا أيضاً أمر جديد، وإن يكن غير فريد في سوابقه.
لقد كان ظهور اللغة تحولا عظيما بكل المقاييس، وكان تطورها - على صورة لغات لا يمكن حصرها ولا يمكن للناطقين بلغة ما فهم كل اللغات الأخرى - دليلاً قاطعاً على الإبداع الإنساني، ولما كانت اللغات قد نضجت كلٌّ على حدة في سياق الانتقالات والتحولات الجمعية، فلابد وأنه قد برزت للوجود أشكال جديدة للنطق، وظهرت الآف من الكلمات المستحدثة وتطورت مئات القواعد النحوية والتراكيب اللغوية وكذلك الاستثناءات اللغوية التي لا تحصى، و لقد نشأ كل هذا التطور نتيجة للفعل الإنساني، و مع ذلك ففي غالب الظن أن من أحدث هذا التطور لم يكن يسعى إلى ذلك وبالتالي لا يمكن أن يُعزى هذا التطور إلى القصد البشري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق