الأربعاء، 2 يناير 2013

ابن الرومي وابن المعتزّ وماعون البيت

يحكى عن ابن الرومي أن لائماً لامه فقال: لم لا تشبه تشبيه ابن المعتز وأنت أشعر منه؟ قال: أنشدني شيئاً من قوله الذي استعجزتني في مثله، فأنشده في صفة الهلال:
فانظر إليه كزورق من فضةٍ … قد أثقلته حمولة من عنبر
فقال: زدني، فأنشده:
كأن آذريونها … والشمس فيه كاليه
مداهن من ذهب … فيها بقايا غاليه
فصاح: وا غوثاه، يا لله، لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ذلك إنما يصف ماعون بيته؛ لأنه ابن الخلفاء، وأنا أي شيء أصف؟ ولكن انظروا إذا وصفت ما أعرف أين يقع الناس كلهم مني؟ هل قال أحد قط أملح من قولي في قوس الغمام:
وقد نشرت أيدي السحاب مطارفاً … على الأرض دكناً وهي خضر على الأرض
يطرزها قوس الغمام بأصفر … على أحمر في أخضر وسط مبيض
كأذيال خود أقبلت في غلائل … مصبغة والبعض أقصر من بعض
وقولي في قصيدة في صفة الرقاقة:
ما أنس لا أنس خبازاً مررت به … يدحو الرقاقة وشك اللمح بالبصر
ما بين رؤيتها في كفة كرة … وبين رؤيتها زهراء كالقمر
إلا بمقدار ما تنداح دائرة … في صفحة الماء يرمى فيه بالحجر

من كتاب العمدة لابن رشيق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق