الخميس، 17 أكتوبر 2013

عفو الخاطر


1.  في نهاية العالم الجامعيّ أقول لطلابّي المادة مقسومة إلى قسمين:
قسم تتوقعون طرحه في الامتحان، وقسم لا تتوقعون طرحه، نصيحتي لكم أن تدرسوا المتوقّع، وتركّزوا على اللامتوقع. بهذه الطريقة يصير أمام الطالب احتمالان: إمّا أن ينجح، وإمّا أن ينجح.
فليكن اللامتوقع حاضرا في توقعاتكم.
يظنّ البعض اني أهزل أو أمزح أو أثقل على الطالب.
ولكن الدنيا يطيب لها أن تسخر ممّن لا يعيشون الاّ في زنزانة المتوقع.

2.  تعابير كثيرة لا أحبّها ، ولا أتبنّى فحواها، منها عبارة" حظّ بشع".
عبارة " الحظّ البشع" نكران لنعم إلهيّة كثيرة.
اللامنظور جزء خفيّ من المنظور.
اللامنظور هو ما لا نراه ، ولكن من ينكر وجود ما لا يرى، وفعاليّة ما لا نراه.؟
أغصان الشجرة تخفي عن البعض جذورها الغائرة.
الخفاء سرّ الجليّ.

3.  الحظّ جهد مبطّن، خفيّ.
نادرا ما أوصل جهد سيّئ إلى حظّ حلو.
ولكن الجهد وحده لا يكفي، وإلاّ ما معنى " الجهد الضائع"؟
من أضاع الجهد؟
خطأ في استراتيجية المجتهد، وليس معاكسة الحظّ.

4.  يحلم بربح الجائزة الكبرى في اللوتو،
يوميّا يخطط مشاريع مرتبطة بهذا الحلم.
ولكن لم يخطر بباله يوما أن يشتري ورقة لوتو.

5.  لباس نادل في مطعم جزء من نكهة الطعام.
كلام نادل في مطعم جزء من نكهة الطعام.
الكرسي في المطعم جزء من نكهة الطعام.
السرعة في الخدمة جزء من نكهة الطعام.
الضوء في المطعم جزء من نكهة الطعام.

6.  استشهد دائما بنصيحة قالها والد توفيق الحكيم لابنه: لا تصادق من ليس في بيته مكتبة.
هل بيت بلا كتب يعتبر بيتاً أم مقبرة؟

7.  الحظّ لا يخيّب ظنّ أحد، وعندما يقول شخص ما إنّ حظّه بشع، سيقول له الحظّ: لك ما شئت من وصف.
الحظّ ورقة بيضاء.
يسمح لك بكتابة ما ترى.
كن من الورقة البيضاء على حذر.

8.  يخرج الجنين من بطن أمّه مسكونا بالدهشة، وشغوفا بالمعرفة .
الكبار يخطفون دهشته، ويعملون هدما لشغفه بالمعرفة.
" ليش" و" كيف" يرافقان مرحلة اكتشافه للعالم.
الكبار يقلصون شيئا فشيئا روح السؤال في فم الطفل.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق