السبت، 19 أكتوبر 2013

صيد الخاطر / بلال عبد الهادي


نحن أمّة تحبّ هدر طاقاتها، ومن جملة الهدر الاستخفاف بالحرف العربيّ في كتابة أسمائنا. اسمنا في الحرف العربي له شكل واحد، بينما في اللاتيني له عدّة أشكال، أشكال تجلب البلبلة. البلبلة الفكرية جزء منها سببه البلبلة الحرفيّة واللغوية.

لا ننتبه الى تشويه أفواه أولادنا وهو تشويه يتسرّب إلى أعمق أعماق الروح، ثمّ يسألونك لماذا نحن أسوأ أمّة أخرجت للناس؟

"ومن الحبّ ما قتل" مثل شحمه ولحمه من عاداتنا وتقاليدنا. تجد امّا تظنّ نفسها متحضرة فتروح تطعم تعابيرها بكلمات افرنجية، وكم تفرح الأمّ حين تسمع كلمة افرنجية من فم ابنها الصغير، فلا تقول له مثلا:" بكرا ايكول، بدلا من بكرا مدرسة، أو بكرا سكول بدل بكرا مدرسة، تتحول كلمة "سكول" أو " إيكول" الى مفردة من مفردات لغته الأمّ.

اللغة الأمّ هي فم الأمّ.

أجد من المهم جدّا أن تتعلّم الأمّ حبّ القراءة، الأمّ تحديدا، وتشتري كتابا باللغة التي تفضّل وتقرأ شيئا عن التربية اللغوية الصالحة، تقرأ لأي عالم لغويّ متخصص في علم الغة النفسي او الاجتماعي لتكتشف انها تقتل في ولدها الشعور بالأمان.

اللغة رحم، اللغة هواء.

أي أم تحبّ أن يتنشّق ابنها هواء فاسدا؟

أختصر رأيي اللغوي بعبارة، هي التالية: أحمق من يستغني عن لغته، وأحمق من يكتفي بلغته".

معرفة لغات الآخرين متعة، ضرورة حياتية وروحية وفكرية.

ولكن من لا يعرف لغته سوف يكتشف بأنّه لم يعرف كيف يتمتّع كما يجب بلغات الآخرين.

***

الأسماء قد تحلّ مشاكل عالقة.
روى لي أمس صديق حكاية ثلاثة أشخاص جمعهم خلاف، ساهمت أسماؤهم في حلّ خلافاتهم، بالأحرى أسماء شهرتهم. واحد من آل الأعور وآخر من آل الأخرس وثالث من آل الأطرش. النقص الظاهر في الشهرة خفّف التوتّر الذي كان يمكن له أن يعيق التقدّم في حلّ الخلاف.
أعرف أن صديقي لا يمزح، وأعرف أنّ للأسماء أدوارا كثيرة تقوم بها، وقد تكون عاملا سلبيّا في حياة حامليها أو عامل سعد.

***

كلّما تقدّم الانسان انكشف له الماضي. التقدّم يكون، عمليّا، في اتجاهين متعارضين.

***

"إنّ النفس لأمّارة بالسوء". ممّا يعني أنّه يجب على المرء أن لا يأمن مكر نفسه به، أن لا يمنحها الثقة المطلقة أو العمياء.
" وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا"
"زكّاها" و"دسّاها" فعلان من قبل الشخص لا من قبل الإلهام. في النفس تتلاقى الأضداد " الفجور " و" التقوى".
ليس هناك نفس غير فاجرة، وليس هناك نفس غيّر تقيّة. هذه قناعة أبي الطبّ أبقراط الذي عمل طوال حياته على محو فجورها وتعزيز تقاها.
وهذا يعني ان "الفلاح" و" الخيبة" ثمرتا الاختيار الشخصيّ والمجهود الشخصيّ.

***

في حياة كلّ إنسان " دجاجة تبيض ذهبا".

***

الإنسان يستعين بحواسّه على قضاء حاجاته الروحيّة.

***

هناك من يظنّ أن ليس للعاميّة نحوها وصرفها كما الحال مع الفصحى. وهذا ظنّ محض.
العاميّة لغة لها صرفها ونحوها كما اي لغة طبيعية.
الطبيعة لا تحبّ الفوضى!

***

على المستوى العلميّ المحض، ليس هناك لغة أفضل من لغة، ولا لغة أجمل من لغة، ولا لغة أكمل من لغة، ولا لغة موسيقية أكثر من لغة.
هذه الظنون اللغوية هي بنت شرعيّة للجهل بجوهر اللغة، بطبيعة اللغة، بكينونة اللغة.
كلّ لغة هي " آية" ربّانية بحسب منطوق الآية القرآنية: " وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ " (الروم:22)
إنّ القول بأفضلية لغة على أخرى هو تمهيد لولادة عنصرية عرقية.

***

الأبجدية متوفرة للجميع الاّ في حالات نادرة. ولكن لكلّ انسان شخصيته الكلاميّة.

***

غوغل لا يخيّب ظنّ سؤال.

***

الحمّص ونشوء الحضارة

"
Les pois chiches rendent intelligents :
Les chercheurs ont longtemps proclamé que les valeurs nutritives des pois chiches pourraient être une cause de levée de la civilisation en Mésopotamie. Une équipe scientifique de l'Université Hébraïque de Jérusalem vient d'en découvrir la raison : les pois chiches cultivés possèdent 3 fois plus d'aminoacide tryptophane. Cette molécule est un précurseur de la sérotonine qui influence les fonctions du cerveau et le comportement : augmente les performance face au stress, diminue l'agressivité, encourage la confiance, agit comme antidépresseur...
Le tryptophane est un aminoacide essentiel dans notre alimentation. Il semble que les paysans du néolithique aient été capables d'adapter les pois chiche à la culture, ces derniers étant difficiles à cultiver naturellement. "

***

كنت أقرأ منذ قليل حكاية رجل بسيط من نيروبي. بدأ حياته العملية في السادسة عشرة من عمره في فندق حيث كان يقوم بغسل صحون، ولكن مهارته في العمل حوّلته بعد سنوات قليلة من العمل صار الرجل الثاني في أحد فروع سلسلة " ريتز - كارلتون".

يروي ان الطريق التي نقلته من غسل الصحون الى ادارة الفندق بسيطة جدّا، وهي أن يقوم بعمله كما يجب أن يقوم به، الصحن الذي يغسله ليس صحنا يغسله انّما جوهرة يصقلها.

***

 

هناك تعليق واحد:

  1. موضوع اللغه من اخطر المواضيع التي طرحتها استاذنا الكبير اتمنى ان تجد اذان صاغيه وعمل جاد للاحتفاظ بها

    ردحذف