الأحد، 20 أكتوبر 2013

مما جاء في الأسماء والكنى والألقاب من كتاب محاضرات الأدباء للراغب الاصفهاني

مما جاء في الأسماء والكنى والألقاب
الحث على تسمية الأبناء بأحسن الأسماء:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: إياكم وهذه الأسماء القبيحة فما من مولود إلا ويحضره ملك وشيطان فيقول الملك: سموه بكذا اسماً حسناً ويقول الشيطان: سموه بكذا اسماً قبيحاً. وقال: كنية الرجل أحد شواهد عقله، واسمه أحد شواهد عقل أبيه. وقيل: أشيعوا الكنى فإنها منبهة. وقال صلى الله عليه وسلم: من آتاه وجهاً حسناً واسماً حسناً وجعله في غير موضع شائن فهو من صفوة خلقه.
الميل إلى الأسماء الحسنة والتفاؤل بها:
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أحبكم غلينا أحسنكم أسماء، فإذا رأيناكم فأجملكم منظراً، فإذا اختبرناكم فأحسنكم مخبراً. وخرج الرشيد يوماً فرأى سعيد بن سلم فقال: من؟قال: سعيد أسعدك الله. فقال: ابن من؟قال: ابن سلم سلمك الله. قال: أبو من؟قال: أبو عمرو عمرك الله. قال: بارك الله عليك، وأكرمه.
المسمى باسم حسن معناه موجود فيه:
قال:
وقلما أبصرت عيناك من رجلٍ ... إلا ومعناه في اسمٍ منه أو لقب
ابن الرومي:
أنت أبو الفضل وأنت ابنه ... فالفضل لا يعدوك في كل حال
وسأل رجل صبياً صبيحاً: ما اسمك؟قال: وصف وجهي. فقال: ما أراك تسمى إلا حسناً فقال: كذلك؛وفي ذلك لأبي النواس:
إن اسم حسنى لوجهها صفة ... وما رأى ذا لغيرها اجتمعا
فهي إذا سميت فقد وصفت ... قد يجمع الاسم معنيين معا
ونظر المأمون إلى غلام فقال له: ما اسمك؟قال: لا أدري. فقال: لم أر مثل هذا، وأنشد:
تسميت لا أدري لأنك لا تدري ... بما فعل الحب المبرح في صدري

المسمى باسم حسن معناه معدوم فيه:
ولي رجل يقال له البحر أبو الغمر بعض كور خراسان فمدحه شاعر فأعطاه درهمين فقال:
تركت لبحرٍ درهمين ولك يكن ... ليدفع عني فاقتي درهما بحر
وقلت لبحرٍ: خذهما واصرفهما ... سريعين في نقص المروءة والفخر
وقالت غمرة بنت النعمان بن بشير:
سميت روحاً وأنت الفم قد زعموا ... لا روح الله عن روح بن زنباع
ومر صاعد ببشار فقال: من هذا؟قيل: صاعد. فقال: الصاعد اسماً السافل فعلاً. ودفع أبو الفياض ابن بحر رقعة إلى أبي الفضل بن العميد، فكتب عليها: بحر بن محمد بن بحر، فكتب تحتها محمد: مسكين غرق بين بحرين.
ابن الرومي:
سميت أحمد مظلوماً ولست به ... كلا ولكن من السماء مقلوب
عرضت على كشاجم جارية حسناء فقال: ما اسمك؟قالت: مظلومة فقال:
مملوكةٌ تملك أربابها ... ما شانها ذاك ولا عابها
قد سميت بالضد مظلومةً ... وهي التي تظلم أصحابها

من عير بقبيح اسمه:
قال بعضهم في رجل اسمه فضل:
هو فضلٌ وفضل الشيء لغوٌ ... ثم أردفت قلة التصغير
وأراد عمر رضي الله عنه أن يولي رجلاً فساله عن اسمه فقال: ظالم بن سراق، فقال: أنت تظلم زأبوك يسرق لا خير فيك!ولم يوله. وقال معاوية لجارية بنت قدامة: من هوانك على أخلك سموك جارية فقال: أنت كنت أهون على أهلك إذ سموك معاوية، وهي الأنثى من الكلاب!ووقف رجل على ثلاثة نفر فسألهم عن أسمائهم فقالوا: حافظ ومنيع ومحرز فقال: ما أظنكم من أسمائكم إلا كما قال ابو فراس:
إذا نسبوا لم يعرفوا غير ثعلبٍ ... ألا أشرار السباع الثعالب
وقال العتابي لإبراهيم الموصلي عند المأمونوكان أغرى بينهما: ممن وما اسمك؟قال: من الناس واسمي كل بصل فقال: أما النسبة فمعروفة وأما الإسم فمنكر. فقال: وما كلثوم من الأسماء؛البصل على كل حال أطيب. وقيل لرجل: ما اسمك؟قال: شعيب فقال: لا خير في اسم أوله شه وفي آخره عيب؛وهذا مثل قول الصاحب في قابوس: نصف اسمه ضعف وآخره بوس؛ونحوهما ما قال موسى بن عبد الملك في عيسى: أنى يكون بليغاً ونصف اسمه عي ومت تأخر عنه ثلثا حروف مسى؟وقيل في نفطويه:
أحرقه الله بنصف اسمه ... وصير الباقي نواحاً عليه
ونحوه:
أبو رياشٍ بغى والبغي مصرعه ... فشددوا العين ترموه بآبدته
عبدٌ ذليلٌ هجى للحين سيده ... تصحيف كنيته في صدع والدته
أي أبو رناس، وقال ابن أبي البغل: ولد لي سبط فما أسميه؟فقيل له: لا تخرج من الإصطبل وسمه ما شئت. ومن نوادر الصاحبي أنه وقع في قصة ابن حيلة لا تترك استعمال أبيك وقال:
ابن عذابٍ إذا تغنى ... فإنني منه في عذاب
وقال ابن سوادة لعبدان: أن ابوك كان ثنوياً ولذلم سماك عبدان أي عبد النور وعبد الظلمة. وقال الصاحب للبغلي: ما اسم أبيك؟قال: موسى. قال: وابنك؟قال: موسى، وهذه اللحية بين موسيين على خطر؛وفيه:
حلقت لحية موسى باسمه ... وبهارون إذا ما قلبا

من استمحق في اسمه:
قال ابن أبي عتيق لرجل: ما اسمك؟قال: وثاب. وقال: وكلبك؟قال: عمرو فقال:
فلو كان من التوفيق ... قد أعطي أسبابا
لسمى نفسه عمراً ... وسمى الكلب وثابا
وقال رجل لآخر: ما اسمك؟قال: وردان. قال: وفرسك؟قال: عمران. وذهب رجل إلى باب فقيل: من فقال: عبد من الأرض جميعاً قبضته والسماوات مطويات بيمينه. فقال: إن نصف المصحف بالباب. وسئل رجل عن كنيته فقال: أبو الحسن وأبو الغمر. فقيل: ألم تكف واحدة؟قال: لا إن ضاعت واحدة بقيت الأخرى.

المتأول قبيح اسمه على تأويل حسن:
كان بنو أنف الناقة يستنكفون من الاسم حتى قال فيهم الشاعر:
قومٌ هم الأنف والأذناب غيرهم ... ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا؟
فصاروا يتبجحون به. واستقبح قوم اسم العجلان فقال بعضهم:
وما سمي العجلان إلا لقوله: ... خذ الوطب واحلب أيها العبد واعجل

المعتذر لشناعة اسمه أو كنيته:
قيل لأعرابي اسمه نعامة: أي شيء هذا الاسم؟قال: الاسم علامة ولو كان كرامة لتشارك الناس كلهم في اسم واحد. وقال برصوماً لأبيه: ألم تجد اسماً أحسن من هذا؟قال: لو علمت أنك تجالس الخلفاء باسمك لسميتك يزيد بن مزيد. وطلب الحسن مؤدباً لولده فأتي بمعاوية بن القاسم وكان ضئيلاً فقال: ما اسمك؟قال: كنيتي أبو القاسم، ولضرورة تكنيت فاستظرفه. وقيل لحرم المخنث: لم تسميت بذلك؟قال: حتى أدبن فيقال: واحرماه!وأتى ضرار المتكلم بمجوسي ليكلمه فقال: أبو من أنت؟قال : نحن أجل من أن ننسب إلى أبنائنا إنما ننسب إلى آبائنا، فورد على ضرار ما لم يكن في حسابه فأطرق ساعة ثم قال: أبناؤنا أفعالنا وآباؤنا أفعال غيرنا. وسئل بعض الأعراب لم سموا أبناءهم بالأسماء القبيحة وعبيدهم بالحسنة فقال: لأن أبناءهم لأعداءهم وعبيدهم لأنفسهم.
مدح الكنية واللقب وذمهما:
قيل: الكنية للإبانة واللقب للتبجيل فلا يكون لله تعالى كنية لأنه بان بصفاته. واللقب على أوجه لقب على سبيل الهزء وذلك منهي عنه، وربما يخص الرجل على التعيين وربما يعم الجنس كقولهم للأحدب ابو الغصن وللقصير أبو الرماح، والثاني على سبيل التخفيف يستغنى به عن الاسم والنسب، وهو كثير كابي فلان، والثالث للتعظيم كلقب الخلفاء والأمراء، والرابع لفعل يختص به كهاشم لهشمه الثريد، وعدوان لعدوه على أخيه وقتله إياه، ودارم لدرمانه تحت المال.
المتفائل باسمه حسناً كان أو قبيحاً:
خرج عمر رضي الله عنه فلقي رجلاً من جهينة فقال: ما اسمك؟قال: شهاب. قال: أبو من؟قال: أبو جمرة. فقال: ممن أنت؟؟قال: من بني حرقة ثم من بني ضرام. قال: أين مسكنك؟قال: ذات لظى. قال: أدرك أهلك وما أراك تدركهم إلا وقد احترقوا!فأتاهم وقد أحاطت بهم النار، ولما حاصر قتيبة سمرقند أرسل إليه دهقانها: لو حاصرتها الدهر الأطول لم تظفر بها فإنا نجد في كتبنا أنه لا يفتحها إلا بالان، فقال قتيبة: الله أكبر أنا صاحبها!لأن قتيبة تفسيره بالفارسية بالان، فلما يئس من مكابرتها هيأ صناديق وجعل لها أبواباً تغلق من داخل، وجعل فيها رجالاً مستلئمين وقال: أنا راحل عنكم ومعي أموال أريد أن أجعلها عندكم، فأمر دهقانها ففتح الباب وأدخلت الصناديق، فخرجوا وقتلوا من فيها وفتحوها.

المتسمي باسم لا يليق به:
بكر بن النطاح:
وأعجب منك اليوم تسليم أمره ... عليك على طنزٍ وأنك قابله
عبدان:
هل رأيتم أو سمعتم ... بكياء أصفهان
الصاحب:
الغضاري قال ادعى كياء ... لست أرضى بالشيخ والأستاذ
هل رأيتم يا سادتي أو سمعتم ... بكياء من أهل نصرأباذ؟

الحث على تعرف أسماء الأصدقاء:
قال ابن عباس: إذا آخى رجل رجلاً فليسأله عن اسمه واسم أبيه، وإلا فهي معرفة حمقى.
المشتركان في الاسم المختلفان في الفضل:
قال رجل لمعاوية: ولد لي ولد فسميته معاوية فقال: الطريق مشتركة فضلان ضمهما اسم وشتت الأخبار وقال:
وقد تلتقي الأسماء في الناس والكني ... كثيراً ولكن لا تلاقى الخلائق
وقال:
وكم من سميٍ ليس مثل سميه ... وإن كان يدعى باسمه فيجيب
وقال:
لشتان ما بين اليزيدين في الندى ... يزيد سليمٍ والأغر بن حاتم
وفي فصل لأبي الفضل بن العميد إلى محمد بن يحيى: وما أحسبنا نشترك في الاسم، وشتان بين محمد ومحمد، فلو كنا السماكين لكنت الرامح وكنت الأعزل، أو النسرين لكنت الطائر وأنا الواقع، أو السعدين لكنت سعد السعود وكنت سعد الذابح.

الحث على تسمية الغير بأحسن الأسماء:
قال الله تعالى " ولا تنابزوا بالألقاب " .
وقال ابن الخزاعي:
ولست بذي نيرب في الكرام ... ومناع خير وسبابها
ولكن أطاوع ساداتها ... ولا أتعلم ألقابها
وقيل: ثلاثة تثبت لك الود عند أخيك: أن تبدأه بالسلام وتوسع له في المجلس وتناديه بأحب الأسماء إليه. وقال الطائي:
لا يضمر الغدر للصديق ولا ... يخطو اسم ذي وده إلى لقبه
وقال:
أكنيه حين أناديه لأكرمه ... ولا ألقبه والسوءة اللقب

وجرى بين أبي بكر بن فريعة القاضي وبين بعض القواد كلام في مجلس ابن الحسين بن بويه، وكان أبو بكر يقول مرة يا إبراهيم ومرة يا إسحاق، فغضب القائد من ذلك وقال: لم لا تقول كياء؟قال: إنما نكياءك إذا أنصفتنا فإذا ظلمتنا سحقناك وبرهمناك.
الاعتذار لمن سمي بغير اسمه المشهور به:
صاح أعرابي بعبد الله بن جعفر فقال: يا ابا الفضل. فقال: ليس هذا كنيتي. فقال: إن لم يكن كنيتك فإنه وصفك. وكان يحيى بن اكثم يناظر رجلاً في أبطال القياس، وكان الرجل يكنيه بأبي زكريا، فقال يحيى: العجب أنك تكنيني بالقياس وتناظرني بإبطاله. ودخل رجل على أمير يدعى إسحاق فقال له : يا أبا يعقوب فقال: أخطأت أنا أبو الحسين. فقال: أخطأ الأمير لأن كل إسحاق يكنى أبا يعقوب.
المشاهير باسماء لا يعرف بها غيرهم:
إذا قيل أمير المؤمنين مطلقاً فهو أمير المؤمنين علي بن ابي طالب، وابن عباس عبد الله، وابن عمر عبد الله، وكان لهما أولاد غيرهما، والحسن بالحسن البصري، والنابغة نابغة بني ذبيان، والأعشى أعشى بني قيس.
من سمي من الكبار بأسماء وكنى:
النبي صلى الله عليه وسلم محمداً ومحموداً وأحمد ولهذا باب طويل.
نوادر مختلفة في ذكر الأسماء:
قيل لحائك: ابو من؟فقال: أبو محمد عليه السلام. وقال علي رضي اللهعنه: ما اجتمع قوم في مشورة فلم يدخلوا فيها من اسمه محمد ألا لم يبارك لهم فيها. وقال ابن أبي ليلى: أحب الأسماء إلى الله تعالى ما فيه الإقرار بالعبودية له تعالى. ودق باب الجاحظ رجل فقال: من؟قال: أنا، قال: لا يعرف من اسمه أنا. ودق آخر فقيل: من؟قال: أنا. قال: ما أفلح ذو انا. ودخل مجوسي على والٍ فقال: ما اسمك؟قال: يزدان باذان. قال: اسمان وجزية واحدة لا يكون ذلك، وألزمه جزيتين. وقال رجل للفرزدق: من أنت؟قال: فرزدق. قال: لا نعرف فرزدقاً إلا عجيناً فتيتاً تأكله نساؤنا. فقال: الحمد لله الذي جعلني في بطون نسائكم!وقال أعرابي لرجل: ما اسمك؟قال: عبد الله. قال: ابن من؟قال: ابن عبيد الله. قال: ابو من؟قال: ابو عبد الله الرحمن. فقال الأعرابي: أشهد أنك تلوذ بالله لياذ لئيم جبان. وجاءت عجوز إلى لحام بالمدينة فدفعت له درهماً وقالت: ادفع لحماً طيباً واذكر اسمك لأدعو لك، فدفع إليها أخبث لحم وقال: اسمي من يمد، فجعلت المرأة تأكل وتقول: لعن الله من يمد، تلعن نفسها ولا تدري. وكان بالبصرة شيخ يقال له أبو حفص اللوطي، فدخل يعود جاراً له فوجده كالمغمى عليه فقال له: أتعرفني؟قال: نعم أنت أبو حفص اللوطي!فقال: تجاوزت حد المعرفة لا رفع الله صرعتك.
من غضب على غيره لموافقة اسمه من لا يحبه:
ظاهر أن الشيعة يبغضون ويقاتلون من كنى بأبي بكر أو سمي عمر، وكانت قرية يقال لها يزداد وأهلها من الشيعة، مربهم رجل فسألوه عن اسمه فقال عمران، فضربوه ضرب التلف وقالوا: في اسمه عمر وحرفان من اسم عثمان ألا يستحق القتل؟
المسمى بفعل منه جداً أو هزلاً:
سمي إبراهيم حنيفاً لأنه حنف عن عبادة الأوثان، ومريم البتول لتبتلها أي انقطاعها إلى الله تعالى. وخطب والي باليمامة فقال: إن الله تعالى لا يقر على المعاصي فقد أهلك أمة في ناقة لا تساوي مائتي درهم فسمي مقوم الناقة. وقال الخليل: كان قوم يلقبون كل من مر بهم فأتاهم رجل فقال: إني أريد أن أتصل بكم شرط أن تلقبوني، أدعوني راساً برأس. فلقبوه رأساً برأس والشعراء منهم كثير كالمرقش لقوله:
كما رقش في ظهر الأديم قلم
وجران العود لقوله:
خذا حذراً يا جارتي فإنني ... رأيت جران العود قد كان يصلح
والممزق لقوله: ولما أمزق.

ألقاب الخلفاء والولاة:
أول من لقب من الخلفاء عبد الملك بن مروان، لقب: الموفق لأمر الله. ثم الوليد: المنتقم لأمر الله. وأول من قال يا أمير المؤمنين قد جعل يمينك يمينه ويسارك يساره، فسمي ذا اليمينين. وكان أصحاب السلطان في زمن التبابعة سبعة أقاسم: التبابعة والعباهلة وهم الذين ليسوا فوقهم، والمقاول وقيل الأقيال والأقوال الواحد قيل وهم ستون رجلاً من أهل بيت الملك يرشحون له، ثم المثامنة ثمانون رجلاً إذا مات التبع وضعوا رجلاً من الأقيال تبعاً ووضعوا رجلاً من الثمانين في الأقيال مكانه، ثم الصنائع وهم ثقاب الملك يعدهم لنفسه، ثم الوضائع وهم أصحاب المناظر والمسالح والمقيمون في الثغور، ثم العباد وهم خدم السلطان الذين يلزمون بابه ويختلفون في رسائله، ثم الأخيار.
أسماء ملوك كل صقع وفرسانها:
فقد تقدم أسماء ملوك الأصقاع في السيادة؛فأما الفرسان فيقال: المرازبة في فارس، البطارقة في الروم، البكاكرة في السند والهند، والمقاول في اليمن، والكبش في ترار، وتبع في العرب.
من سماه أبوه باسم نفسه من الكبار:
عبد الله بن عبد الله بن أبي بكر الصديق، الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب، مسلم بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب، عبد الله بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، عبد الله بن عبد الله بن عمر، سعيد بن سعيد ابن العاص بن أسيد.
شبه ألغاز باسماء:
قال المنصور لأبي بكر بن عياش: يا أبا بكر أخبرني عن عين فقأت عيناً؟يريد رجلاً أول اسمه عين قتل رجلاً أول اسمه عين، وأراد أن يعلم هل تحدث الناس بما كان منه إلى عبد الله بن علي فقال: نعم يا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قتله عبد الرحمن بن ملجم، وعبد الله بن الزبير قتله عبد الملك بن مروان، وعبد الملك قتله ابن عمه عمرو بن سعيد، وسقط البيت على عبد الله في عهد أمير المؤمنين عبد الله المنصور فقال: ويلك وذلك مني. وكان عبد الله بن علي خرج على المنصور فوجه إليه أبا مسلم فهزمه، ثم صار إلى المنصور بأمان فقيل: إنه بنى له بيتاً جعل في أساسه الملح وأجري الماء تحته فوقع فمات، ولذلك قال ما قال، وقال مروان: نجد في كتبنا أن علي ابن عين ابن عين يقتل ميم ابن ميم ابن ميم وأظن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز قاتلي، فأنا مروان بن محمد بن مروان قال:
يا أبا إسحاق اقلب ... نظم إسحاق وصحف
واترك الحاء على حا ... لٍ فما للحال مصرف

المسمى باسم أمه وخاله:
فمما عير به قول دعبل يهجو:
سألته عن أبيه ... فقال دينار خالي
فقلت: دينار من هو ... فقال: والي الجبال
أبو محمد اليزيدي:
قلت وأدغمت ابا خاملاً: ... أنا ابن أخت الحسن الحاجب
ونحو ذلك ما حكي أن أبا العيناء سال ابن أخت ابي الوزير حاجة فلم يقضها له فقال: إنما ألوم نفسي في تأميلك وأنت مضاف إلى مضاف. ولأبي سعيد الرستمي:
كفى حزناً فاسمع علي بن رستمٍ ... لسبطك إن يدعى بسبط جنيد
وليس بحمد الله فيه مزلةٌ ... ولكن دعوا سعداً بلفظ سعيد

المنسوب إلى من يجالسه حتى صار كالعلم له:
قال خالد الواسطي الطحان: ما كنت طحاناً ولكن كنت أجلس إلى طحان فسميت به. وكذلك خالد الحذاء تزوج امرأة من الحذائين فنسب إليهم. واصل الغزال إنما كان يجلس إلى غزال. وإسماعيل المكي كان يتجر إلى مكة وهو من أهل البصرة، وسمي البتي لبت كان يعمله.
أنواع مختلفة:
دق إنسان على بشار فقال: من أنت؟قال: أنا. قال: انصرف يا أنا. قال أيو علي النطاح: كان المهدي يحب ابنه إبراهيم فقالت له شكلة أتراه يلي الخليفة؟فقال: لا ولا يليها من اسمه إبراهيم، إن إبراهيم الخليل أول من ألقي بالنار، وإبراهيم ابن النبي صلى الله علي وسلم لم يعش، وبويع إبراهيم ابن الوليد فلم يتم له الأمر، وأحكم إبراهيم الإمام أمر الملك فقتل، وتم لغيره، وطلب الخلافة إبراهيم ابن عبد الله بن الحسن فما تمت له على جلالته وكثرة جيشه، وقد بايع المتوكل لابنه إبراهيم المؤيد فلم يتم له وقتل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق