الاثنين، 19 أكتوبر 2015

المرفأ وتفسير ابن كثير

1 تموز 1977 تاريخ اقتناء مختصر تفسير ابن كثير


انتهت السنة الدراسية عام 77، وجاء الصيف. اقترح بعض زملاء الصفّ أن نذهب الى المرفأ للعمل فيه. فوافقت، والعمل هناك مضن، كان عبارة عن نقل عوارض الخشب من المستودعات الى الشاحنات. 
اشتغلت  لمدة اسبوع فيما اظن أو اكثر قليلا في " زقّ" الخشب، وأذكر جيدا ان كتفي انحفرت فيه بصمات الخشب.
بعد ان قبضت المبلغ وكان 75 ليرة من كدّي وتعبي من الفجر الى النجر كما يقال لم أرد أن يذهب المال هكذا، أحببت أن احتفظ بالمبلغ ولكن على طريقتي الخاصّة.
نزلت الى المكتبة واشتريت مختصر تفسير ابن كثير.
واليوم كلّما فتحت التفسير فاحت منه رائحة آيات ربّ العالمين ورائحة نشارة الخشب ورائحة الذكريات.
وكنت حتى لا انسى الوقت ختمت على الصفحة الأولى من الكتاب تاريخ اقتنائه. وأذكر اني قضيت وقتا طويلا في قراءته في غرفة السفرة.
والان انتبه الى تلك الصدفة التي دعتني الى قراءته في غرفة السفرة، لقد تحوّلت القراءة الى طبق يوميّ لي منذ ذلك الوقت، طبق شهي، دسم، ساحر.
واليوم الذي لا اقرأ فيه لا احسبه من عمري.
تغيرت كثيرا اشكال قراءاتي ومضامين قراءاتي مع الوقتـ ، وهذا طبيعي، ولكن لم تنقطع صلتي بالقراءة الى اليوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق