الاثنين، 12 سبتمبر 2016

عيون الريبة

هناك حكيم صينيّ اسمه لْيِهْ تْسهْ 列子 ، وهو ثالث ثلاثة يشكلون عماد "الديانة الطاوية "، له كتاب جميل جدّا مليء بالحكايات الفاتنة منها هذه الحكاية عن رجل لم يجد فأسه في مكانها. لم يساوره شكّ من أنّ السارق هو أبن جاره. راح يَرقب الشابّ في ذهابه وإيابه: كانت مشيته تدلّ على إنه لصّ .رصد ملامح وجهه: كانت تشبه ملامح اللصّ .أصْغى إلى كلامه وكأنه يصغي إلى لصّ محترف. بإختصار شديد، كلّ حركة من حركات الشاب كانت تدلّ على إنّه هو سارق الفأس، ولا آخر سواه .بعد مدّة خرج الرجل إلى الحقل فوجد فأسه هناك. وعندما عاد راح يتطلّع إلى تصرّفات الشابّ من جديد فلم يلحظ عليه شيئاً من سلوك اللصوص. لم يغير الشابّ من سلوكه، ولكن الرجل غيّر سلوك عينيه. 
إنّ النسيان يكون ضرباً من الاعتداء الأخرق، أحياناً، على الآخرين، فعينك لا تقدر أن تريك غير نواياك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق