الثلاثاء، 6 سبتمبر 2016

الدنيا دولاب

ولا اجد في الدنيا اصدق من هذا التعبير.
خذ اي مكان في العالم، وتخيّله مسرحاً تدور فيه الأحداث. واسترجع الأحداث التي دارت فوق خشبة مسرح هذا المكان او ذاك.
لا شيء ثابتا، لا شيء مخلّدا.
وأحيانا اكتفي بالنظر إلى #متحف #آيا_صوفيا وحده. كان #كنيسة فصار جامعاً فصار متحفا.
وايا صوفيا مكان صغير جدا. انظر الى المحلات التي يتغير أسمها وتتغير مهنها، فمن محل احذية يتحول الى #مقهى، ومن مقهى تتحوّل الى مكتبة، ومن #مكتبة تتحوّل الى ملهى ليليّ أو محلّ للألبسة المستعملة.
الثبات له حضور افتراضيّ.
خذ شخصاً واحداً وانظر الى تحوّلاته الذاتية او تحولات سلالته على امتداد قرن من السنين او قرنين.
كم من سكّير انجب شيخا ، وكم من #شيخ انجب سكيرا.
وكم من آدمي انجب مجرما!
وكم من مجرم انجب تقيا ورعا!
وكم من لصّ انجب من يطارد اللصوص!
وكم وكم.... وكم من #حبنقة أنجب #سحبان وائل!
هكذا الدنيا دولاب لا يملّ من الدوران واللعب بالمصائر وتغيير الأحوال.
في يد الدنيا سلاح فتّاك ، غير مرئيّ، هو ما نسميه #اللامتوقّع، هو ما نسميه #المفاجأة، هو الذي لم تعمل له حسابا فعمل فيك ضرباً ناقصاً ومبرحا!
هذا اللامتوقع الذي يلعب بالجميع. ان لم يلعب بك مباشرة ، فانه يلعب بك عن طريق ابنك، أو بنتك او والدك او والدتك أو أخيك او اختك او صديق لك او عدو لك.
الحياة رحم امرأة قبل " الايكوغرافي".
ومن الارحام عمليا تخرج كل المفاجآت السارة والضارة.
من رحم نملة ، او رحم ذبابة، او رحم بذرة.
ويظنّ الإنسان لغفلته وقلّة عقله انه يتحكم بمراداته، ولا يعرف ان مراداته هي وليدة ظروف كثيرة لا علاقة له بها، مرادات تغيب عن البال والنظر والتوقعات. 
وكثيرا ما اتوقف عند من قام بدور #سوبرمان في عدّة أفلام كريستوفر ريڤ الدي طار كالسهم وانتهى به القدر والمطاف كسيحا في كرسيّ متحركة عاجزا عن المشي فما بالك بالتحليق كالنسر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق