الاثنين، 19 سبتمبر 2016

حضرة الفاسد المحترم


الفاسد محترم، تجد من يصفّق له، ويفتح له باب السيارة الفارهة، وباب المصعد، ويحرسه برموش العين، ويكتب عن انجازاته العظيمة، وأعماله الخيريّة المتمادية، وتفتح له الصحف ذراعيها وصفحاتها، ويسيل في مديحه لعاب الأقلام ولعاب الكتّاب، وتخصص له مقاعد الصفّ الأوّل في المناسبات السعيدة والحزينة.
الفاسد نجم اجتماعيّ لامع كحذاء طازج، صوره الملونّة تملأ الجدران وتعمر الشرفات وقد تراها على زجاج السيارات ومفارق الطرقات!
الفاسد أنيق الهندام، رشيق القوام، فصيح الكلام حتى ولو كانت كلماته تعاني من " #البروستات" اللغويّ!
الفاسد مهيوب ، محبوب، مطلوب، مرغوب، مبجّل، معبود الجماهير، تنحني له القامات والهامات، يفتديه الناس بالروح والدم، وتزمجر الحناجر باسمه في الميادين والمهرجانات، وله أتباع تشرى وتباع، وأنصار يذّيلون أسماءهم البهيّة على اليافطات المنشورة كالغسيل المهفهف !
الفاسد لا يرضى بأيّ نمرة سيارة ، يحب النمرة المؤلفة من ثلاثة أرقام، ويعشق الزجاج " المفيّم" الغامق الذي يخفيه عن أعين المعجبين والحاسدين، وهو يمتطي سيارته المسيلة للشهوات والنزوات والحسرات!
الفاسد محسود، ومنشود!
الفاسد مثال يحتذى!
الفاسد ثروتنا الوطنيّة! وسفيرنا إلى النجوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق